في الثاني من أكتوبر عام 1913، شهدت سواحل بنما على المحيط الهادئ حدوث زلزال عنيف بلغت قوته 6.7 درجة على مقياس ريختر، أثر بشكل كبير على المنطقة المحيطة به. تزامن هذا الزلزال مع حدوث انهيارات أرضية وانزلاقات جبلية، مما أدى إلى تشكل موجات مد عاتية قد تكون قد أحدثت تسونامي.
تجلى تأثير الزلزال والانهيارات الأرضية في تشققات وتسيلات للتربة على طول الأنهار والطرق الرئيسية، حيث شهدت بجانب النهر في باجانوسا وعلى الطريق الرئيسي إلى تونوسي تشققات وتسيلات واسعة. وتبين في منطقة سيررو بونيتا أن نهر خواكين قد حفر مجراً جديدًا نتيجة فتح شقوق في مجراه. كما أن الزلزال أحدث العديد من الانهيارات الأرضية في المنطقة، أسفرت أساسا عن تحرك المواد السطحية من المنحدرات الشاهقة.
وبعد ساعات قليلة من وقوع الزلزال، حدث انهيار للتربة تحت الماء مما أدى إلى قطع الكابل السباح لأمريكا الوسطى والجنوبية بالقرب من جزيرة فرايليس ديل نورتي، على بعد حوالي 25 كيلومترا قبالة الساحل الجنوبي لمقاطعة لوس سانتوس. كما لاحظت تغيرًا مفاجئًا في العمق البحري، مما يشير إلى حدوث انهيار تحت الماء. لم يظهر جهاز قياس المد في بالبوا أي تغيرات غير عادية في مستوى سطح البحر، باستثناء الخليج الشرقي لخليج بنما، حيث تم الإبلاغ عن سلوك غير طبيعي للبحر في يوم الزلزال.
وفي الساعات الأولى بعد الزلزال، شهدت البحرية سلوكًا غير عاديًا على بعد مسافة كبيرة، حيث بدت المياه كأنها مغليّة وكأنها تغلي، مع ظهور فقاعات صغيرة وأمواج صغيرة تبدو وكأنها تتلاشى دون اتجاه محدد. كما تم رصد ارتفاع مفاجئ في مستوى سطح البحر بالقرب من جزيرة إل فرايل ديل نورتي.
وفقًا للشهود، فقد غمرت المياه قرية بيداسي تمامًا، ولقي جميع سكانها حتفهم، حيث كانت الهزات الأرضية في تلك المنطقة مصحوبة بتكوين للتلال الكبيرة وانضمام نهرين واختفاء بيداسي تمامًا تحت المياه.
وعلى الرغم من محاولات الإنذار والتحذير، فإن الزلزال وما تبعه من انهيارات أرضية وتشكيل للتسونامي أدى إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة في المناطق المتأثرة، حيث تضررت المنازل وفقد العديد من الأشخاص حياتهم، وتسبب الزلزال في انقطاع الكابل البحري الرئيسي وتغييرات في البيئة البحرية المحيطة.