في عام 479 قبل الميلاد، خلال فصل الربيع، وتحديدًا في شمال بحر إيجه قرب شبه جزيرة خالكيديكي في اليونان، والتي تشكل ممراً ضيقاً يعرف بخليج كاساندرا، وقع زلزال بقوة 7.0 درجات على مقياس ريختر مع شدة تصل إلى التاسعة على مقياس موديفاي للزلازل. كانت المنطقة شهدت سلسلة من الهزائم للفرس في اليونان، وفي هذا السياق، قامت مدينة بوتيدايا اليونانية، الموجودة عند قاعدة شبه جزيرة باليني (كاساندرا) في أدنى نقطة وتحجب مدخل الشبه الجزيرة، برفض الحكم الفارسي.
حاصر الفرس قائد الفرس أرتاباز مدينة بوتيدايا، التي كانت محاصرة عن طريق البحر. بعد ثلاثة أشهر من الحصار، بدأ تراجع قوي ومستمر في مستوى سطح البحر. لاحظ الفرس أن الرمال الساحلية قد تحولت إلى مستنقع وتقدموا على طول ساحل باليني. عندما تقدموا لمسافة خمسة أجزاء من المسافة إلى باليني عبر المستنقع، بدأت أمواج بحرية هائلة، لم يحدث مثلها هنا من قبل بحسب السكان، على الرغم من أن فيضانات عالية من المد والجزر كانت تحدث بانتظام. غرق الذين لم يكونوا يجيدون السباحة، وقتل آخرون على يد سكان بوتيدايا الذين قاموا بالتجديف باتجاههم. دمرت موجة المد البحري المدينة بأكملها. انسحب أرتاباز مع الجنود الناجين إلى ثيساليا ومقدونيا.
وفي فصل الشتاء من نفس العام، تكررت حالة مماثلة في تشالكيديكي، حيث تعرضت منطقة على مضيق كاساندرا ومدينة بوتيدايا لهزة أرضية بقوة IX على مقياس الشدة. كان هذا الحدث جزءًا من سجل الهزات الأرضية العديدة والمناطق الفعالة زلزاليًا في المنطقة. وفي سياق مماثل، تشير تقارير هيرودوت التاريخية إلى انسحاب غير عادي للبحر تلاه فاضات ناتجة عن موجات كبيرة عدة. وقد لقي العديد من جنود الفرس حتفهم غرقاً، وتم قتل الناجين على يد البوتيديين.
يجدر بالذكر أن الأسباب الدقيقة وراء هذه الأحداث لا تزال قيد النقاش، حيث أنها قد تكون ناجمة عن تأثيرات جوية أو انزلاقات تحت الماء. ويرجح البعض أن الزلزال كان سببًا محتملًا، ولكن لم يتم تأكيد هذا بشكل قاطع. تظل هذه الحوادث تاريخية ومعقدة، تذكيرا بقوة الطبيعة وتأثيراتها القاسية على حياة البشر وتاريخهم.