في الخامس من أبريل عام 1646، تعرضت منطقة بحر مرمرة ومضيق البوسفور في تركيا لحدث عنيف للغاية، حيث وقع زلزال في مدينة إسطنبول. بدأ الحدث باندفاع البحر بقوة هائلة نحو اليابسة، مما أسفر عن إلقاء 136 سفينة كانت في ميناء المدينة على الشاطئ بقوة. تم تسجيل شدة التسونامي بين المستوى 3 والمستوى 4، ولكن تحديد دقيق لموقع الزلزال وعمقه غير ممكن بشكل كامل.
ومن المهم لفهم الحدث أنه على الرغم من أن قوة الزلزال بحد ذاتها لم تكن شديدة، إلا أن الأمواج البحرية الناتجة عن الهزة كانت عنيفة لدرجة أنها ألقت السفن على الشاطئ. وتظهر السجلات التاريخية المتعددة للحادث تفاصيل متشابكة، مع إشارات إلى وقوع الزلزال في إسطنبول واجتياح البحر المدينة بقوة، ولكن دون تحديد دقيق للشدة الزلزالية.
وفي سياق آخر، تشير بعض المصادر إلى حدوث زلزال في إيطاليا في نفس التاريخ، الخامس من أبريل 1646، ومن ثم قد يكون الزلزال في إسطنبول جزءًا من سلسلة من الزلازل التي وقعت في المنطقة في ذلك الوقت.
يبقى الجدل مفتوحًا بخصوص ما إذا كان الزلزال في إسطنبول نتيجة لتأثير موجة بحرية قوية ناجمة عن الزلزال في ليفورنو، أم كان نتيجة لتأثير موجة بحرية زلزالية محلية. وبما أن البيانات المتاحة غير كافية للتوصل إلى استنتاج نهائي، فإن هذه الأحداث تظل مثيرة للاهتمام وتبرز أهمية دراسة تأثير الزلازل البحرية وتفاعلها مع الزلازل البرية في المستقبل.