في الخامس من سبتمبر عام 1711، اجتاحت موجة تسونامي مروعة سواحل بحر باندا في إندونيسيا، وهذا الحدث الذي له آثار مدمرة لم يترك سوى الدمار والحزن في أعقابه. كانت الساعة تتجاوز العشرة ليلاً بالتوقيت المحلي عندما وقع الزلزال الذي كان سبباً رئيسياً في حدوث هذه الكارثة الطبيعية الفظيعة. بلغت قوة الزلزال الذي ضرب المنطقة 7.0 درجة على مقياس ريختر، مما جعله من الزلازل ذات الشدة العالية، وهو ما أثار اهتزازات قوية وغير متوقعة في باطن الأرض، وتسبب في تشكل موجات مد عاتية.
عندما وصلت الموجات العاتية إلى سواحل البحر الباندا، فجأة ارتفعت مياه البحر بشكل مفاجئ، وتجاوزت ارتفاعات لم تكن يوما ما تخطط لها العقول البشرية، حيث بلغ ارتفاع المياه حوالي 1.2 متر (4 أقدام)، وهو ما أدى إلى تدمير منازل عدة وألحق الخراب بالممتلكات والأرواح. كما تفاقمت الكارثة بحالة الطفلين اللذين غرقا في طريقهما إلى هوتيوا.
تركزت الأضرار الرئيسية على السواحل الشرقية للجزيرة، حيث ضربت الموجات بقوة، وسرعان ما جرفت معها كل شيء في طريقها. ولم تقتصر الكارثة على منطقة الباندا فحسب، بل امتدت تأثيراتها إلى جزر أخرى مثل هاروكو وساباروا ولاوت، حيث شهدت هذه المناطق زلزالاً عنيفاً في نفس الوقت الذي ظهرت فيه موجات المد في خليج أمبون.
تسببت هذه الكارثة في تدمير عدد كبير من المنازل والممتلكات، حيث تعرضت البنية التحتية لأضرار جسيمة لا يمكن تصورها، وراح ضحيتها عدد من الأرواح البريئة، حيث فقدت الحياة بينما كانت تحاول النجاة من هول الطبيعة.
تعتبر هذه الكارثة الطبيعية الفظيعة علامة مؤلمة في تاريخ إندونيسيا، وتذكيراً بقوة الطبيعة التي يجب على البشر التواضع أمامها واتخاذ التدابير اللازمة للوقاية والحماية. وتظل الذكرى المروعة لهذا الحدث خالدة في ذاكرة الناس، محثاً إياهم على التأمل في جبروت الكون وضعف الإنسان أمامه.