تساقط الشعر بعد الليزر

متى يتساقط الشعر بعد الليزر: دليل شامل لفهم دورة الشعر وفعالية إزالة الشعر بالليزر

تُعد تقنية إزالة الشعر بالليزر من الوسائل الحديثة والفعّالة للتخلص من الشعر غير المرغوب فيه، وقد شهدت إقبالًا واسعًا في مختلف أنحاء العالم نظرًا لقدرتها على تقديم نتائج طويلة الأمد مقارنة بالطرق التقليدية مثل الحلاقة أو إزالة الشعر بالشمع أو الحلاوة. ومع ذلك، يظل توقيت تساقط الشعر بعد جلسات الليزر من أكثر الأسئلة التي يطرحها الراغبون في هذه التقنية، إذ يرتبط الفهم الصحيح لدورة نمو الشعر بفعالية العلاج ورضا المستفيدين عنه.

يبدأ الأمر بفهم أساسيات دورة حياة الشعر ومراحل نموه المختلفة. الشعر ينمو وفق دورة طبيعية تمر بثلاث مراحل أساسية هي: مرحلة النمو النشط (Anagen)، ومرحلة الانتقال (Catagen)، ومرحلة الراحة أو التساقط (Telogen). تؤثر هذه الدورة بشكل مباشر على نتائج الليزر، إذ يستهدف الليزر بصيلات الشعر النشطة التي تكون في مرحلة النمو فقط.

عند الخضوع لجلسة الليزر، يوجه الجهاز أشعة ضوئية مركزة على بصيلات الشعر لتدمير الصبغة (الميلانين) الموجودة داخل البصيلة، مما يؤدي إلى إضعافها وتوقف قدرتها على إنتاج الشعر في المستقبل. ولكن لا يعني ذلك سقوط الشعر فورًا بعد الجلسة، إذ يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تبدأ البصيلة المتضررة في دفع الشعرة الموجودة داخلها للخارج.

في العادة يبدأ تساقط الشعر بعد حوالي ٧ إلى ١٤ يومًا من الجلسة. خلال هذه الفترة، يمكن ملاحظة أن الشعر يبدو وكأنه ينمو من جديد، بينما هو في الواقع يُدفع إلى خارج الجلد نتيجة تدمير الجذور. يُعد هذا مؤشّرًا إيجابيًا على أن الليزر أصاب هدفه بنجاح. ومن المهم عدم محاولة نزع الشعر يدويًا بالقوة خلال هذه المرحلة، بل يُنصح بالاستحمام الدافئ واستخدام مقشرات لطيفة لتسهيل تساقط الشعر المتضرر بشكل طبيعي.

من العوامل المؤثرة على توقيت تساقط الشعر بعد الليزر نوع الشعر ولونه وكثافته، إضافة إلى لون البشرة ومدى استجابة الجسم للعلاج. فكلما كان الشعر داكنًا وخشنًا والبشرة فاتحة اللون، كانت الاستجابة للليزر أكثر فعالية، إذ إن التباين العالي بين صبغة الشعر وصبغة الجلد يجعل امتصاص أشعة الليزر أكثر دقة.

يُذكر أن تساقط الشعر بعد الجلسة الأولى لا يعني الانتهاء التام من العلاج، لأن الليزر لا يمكنه استهداف جميع البصيلات دفعة واحدة، نظرًا لاختلاف مراحل نمو الشعر. لهذا السبب، ينصح أطباء الجلد وخبراء التجميل بضرورة الخضوع لعدة جلسات متتالية، تُحدد حسب المنطقة المعالجة ونوعية الشعر وكثافته. عادةً ما تتراوح الفترة بين الجلسات من ٤ إلى ٦ أسابيع لضمان استهداف جميع البصيلات خلال مرحلة نموها النشط.

تُعتبر المناطق التي تحتوي على شعر سميك وداكن مثل الإبطين والساقين وخط البكيني أكثر تجاوبًا مع العلاج مقارنة بالمناطق التي يغلب عليها الشعر الخفيف والوبري مثل الوجه أو الذراعين. هذا الفارق يُفسر تفاوت ملاحظات الأفراد حول توقيت تساقط الشعر بعد الليزر وفعاليته.

الجدير بالذكر أن هناك بعض الإرشادات التي يجب الالتزام بها لضمان تساقط الشعر بشكل صحي وسريع دون التسبب بمشكلات جلدية. من أبرز هذه الإرشادات تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس بعد الجلسة، واستخدام واقٍ شمسي مناسب، وتجنب استخدام وسائل إزالة الشعر التقليدية مثل الشمع أو النتف لأنها قد تؤثر سلبًا على بصيلات الشعر التي استهدفها الليزر.

كما ينبغي الحفاظ على ترطيب البشرة باستمرار باستخدام مستحضرات مخصصة خالية من العطور والمواد الكيميائية القاسية. يُنصح كذلك بارتداء ملابس قطنية فضفاضة لتقليل الاحتكاك في المناطق التي تم علاجها، خاصة إذا كانت الجلسة قد استهدفت مناطق حساسة مثل منطقة البكيني أو الوجه.

بعض الحالات قد تشهد تأخرًا في تساقط الشعر نتيجة عوامل فردية تتعلق بنوع الجهاز المستخدم وكفاءة الجلسة. إذ تختلف أجهزة الليزر في تقنياتها، فهناك أجهزة تعتمد على تقنية الدايود، وأخرى تعتمد على الألكسندريت أو الاندياج. لكل منها طول موجي مختلف يؤثر في مدى عمق وصول الطاقة داخل الجلد وقدرتها على تدمير البصيلات بفعالية. لذا يُنصح دائمًا باختيار مراكز موثوقة ذات أجهزة حديثة وكوادر متخصصة.

من الجوانب التي تستحق الانتباه أيضًا ظهور الشعر الناعم أو ما يُعرف بالشعر الوبري بعد عدة جلسات. هذا النوع من الشعر غالبًا لا يستجيب للليزر بسهولة بسبب افتقاره لصبغة الميلانين الكافية لامتصاص أشعة الليزر. في هذه الحالة، قد يلجأ الطبيب إلى تقنيات بديلة أو جلسات إضافية لتحسين النتائج.

ولضمان أفضل استفادة من العلاج، يوصي الأطباء بتحديد مواعيد الجلسات بدقة وعدم إهمال المواعيد المقررة، لأن تأخير الجلسات يؤدي إلى فقدان فرصة استهداف البصيلات في مراحل نموها النشط مما يقلل من فعالية العلاج ويطيل مدته.

تجدر الإشارة إلى أن بعض الأشخاص قد يلاحظون أن الشعر يتساقط بشكل متفاوت بين المناطق المختلفة، فمثلًا قد يتساقط شعر الساقين بسرعة بينما يتأخر شعر الوجه قليلًا. يعود ذلك إلى طبيعة الشعر في كل منطقة وحجم البصيلات وعمقها تحت الجلد.

وفي حالات قليلة قد يُصاب البعض بآثار جانبية مؤقتة مثل احمرار أو تورم بسيط في المنطقة المعالجة، وغالبًا ما تختفي هذه الأعراض خلال ساعات أو أيام قليلة. يُفضل في هذه الحالات استخدام كمادات باردة ومراهم مهدئة حسب إرشادات الطبيب.

يلجأ البعض إلى بعض الحيل المنزلية لتسريع عملية تساقط الشعر بعد الليزر مثل استخدام المقشرات الكيميائية أو الأجهزة المنزلية، إلا أن الخبراء يحذرون من الإفراط في ذلك دون استشارة الطبيب المختص تجنبًا لتهيج البشرة أو حدوث التهابات.

يوضح الجدول الآتي مقارنة تقريبية لمتوسط المدة التي يستغرقها الشعر للتساقط بعد الليزر حسب المناطق المختلفة:

يتضح من الجدول أن متوسط بدء تساقط الشعر يظل ضمن نطاق أسبوع إلى أسبوعين تقريبًا، مع اختلاف عدد الجلسات اللازمة تبعًا لكل منطقة لتحقيق نتائج مُرضية ودائمة نسبيًا.

تُختتم هذه المعلومات بالإشارة إلى ضرورة المتابعة المستمرة مع الطبيب أو المختص لمراقبة الاستجابة، ومعرفة ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء جلسات إضافية أو تعديل الخطة العلاجية بما يتناسب مع طبيعة البشرة ونوع الشعر. بهذه الطريقة فقط تتحقق أقصى استفادة ممكنة من إزالة الشعر بالليزر مع ضمان سلامة البشرة والحفاظ على صحتها ومظهرها الجمالي.

المصادر:

1. American Academy of Dermatology Association (AAD)

2. Mayo Clinic