“Tsar: The Lost World of Nicholas and Alexandra” – رحلة في عالم العائلة الملكية الروسية
كتاب “Tsar: The Lost World of Nicholas and Alexandra”، من تأليف بيتر كيرث ومشاركة بيتر كريستوفر، هو عمل فني وتاريخي يتناول حياة آخر أباطرة روسيا، نيكولاس الثاني وزوجته ألكسندرا، ويقدم للقارئ تجربة فريدة في عالم روسيا قبل الثورة.
يبدأ الكتاب في عام 1913، وهي السنة التي شهدت احتفالات ضخمة بمناسبة مرور 300 عام على حكم عائلة رومانوف، ولكنه أيضًا العام الذي سبق بداية الحرب العالمية الأولى التي ستؤدي إلى نهاية غير متوقعة للنظام الملكي. من هذه البداية، يعود كيرث إلى طفولة نيكولاس وألكسندرا، ويستعرض تفاصيل حياتهما الشخصية بدءًا من تعارفهما، ثم زواجهما وتوليهم العرش، وصولاً إلى نهاية حياتهم في السجن السيبيري.
يمثل الكتاب تجربة بصرية فريدة حيث يدمج بين النصوص التاريخية والصور الأرشيفية الخاصة بالعائلة الإمبراطورية، والتي نُشرت لأول مرة. تتضمن الصور لمحات عن حياة العائلة الخاصة، بما في ذلك الألبومات والصور الشخصية، جنبًا إلى جنب مع الصور الملونة الحالية للقلاع والأماكن التي عرفها الرومانوف. ومن بين أقسام الكتاب المميزة، قسم “السنة الإمبراطورية” الذي يوثق حياة الأسرة في قصرهم بالقرب من سان بطرسبرغ، وفي منتجعهم الساحلي في القرم، وعلى متن اليخت الملكي في خليج فنلندا، وزياراتهم إلى منزلهم في سبالا، عميقاً في غابات بولندا.
أهمية هذا الكتاب تتجلى في توثيقه للحظات الخاصة من حياة الأسرة، وفي ضوء الصور الحديثة التي تُظهر الأثر الذي تركته هذه الأماكن. الصورة التي يقدمها كيرث تضع القارئ في قلب العوالم التي عاشتها الأسرة، مما يضيف عمقًا لتجربة القراءة.
تأتي الصور التي التقطها بيتر كريستوفر لتكمل النص، حيث يروي قصة العائلة الملكية من خلال عدسة كاميراته، بدءًا من روائع تسارسكي سيلو إلى بقايا “بيت الهدف الخاص” في يكاترينبرغ. يركز كيرث أيضًا على الأسئلة التي لا تزال تحيط بجرائم القتل التي حدثت في هذا المنزل، ويستعرض في الفصل الأخير اكتشاف رفات الرومانوف مؤخرًا والاختبارات الجينية التي استخدمت لتحديد مصداقيتها.
بالإضافة إلى ذلك، يعرض الكتاب قصة آنا أندرسون، المرأة التي ادعت أنها أناستازيا، ابنة القيصر الصغرى. تقدم هذه القصة صورة صادقة عن النبلاء الروس في المنفى، مما يعزز الفهم للقضايا المعقدة المتعلقة بالنسب العائلي والهوية.
يُعَدّ “Tsar: The Lost World of Nicholas and Alexandra” عملاً فنيًا يستحق القراءة ليس فقط لهواة التاريخ ولكن أيضًا لأولئك المهتمين بالفن البصري والبحث الجيني. من خلال دمج النصوص التاريخية مع الصور الفوتوغرافية المعاصرة والتأريخ المفصل للجرائم، يقدم الكتاب قراءة شاملة تغمر القارئ في عالم الأباطرة الروس الراحلين وتتيح فهمًا أعمق لحياتهم ونهايتهم المأساوية.