“تروي” هو عمل أدبي استثنائي يأسر القلوب ويجذب القراء بشغفهم نحو أساطير العصور القديمة. يتميز الكتاب، الذي كتبته أديل جيراس، بقدرته الفريدة على إعادة تقديم حكاية الحصار الطويل لمدينة طروادة بطريقة تجمع بين العاطفة والفكاهة والقلق. يندرج هذا العمل ضمن فئة الروايات الشبابية التاريخية، ويقدم للقارئ نافذة رائعة للثقافة والحضارة القديمة.
في قلب القصة، يترقب الآلهة من قمم جبال أولمبس الأحداث التي تتكشف في الميدان، حيث تستمر حصار طروادة لمدة تقترب من عقد من الزمان. وسط جدران المدينة القائمة، يندر المأكول وتكثر الوفيات، في حين تتداول القوى الإلهية الحروب والمآسي بين البشر كما تستمتع بمشاهدة الصراعات الدموية من بُعد. ومن بين هؤلاء الآلهة، تشعر أفروديت، إلهة الحب، بالملل الشديد من هذه الحرب المستمرة والمملة. لكنها، بمساعدة قوس إيروس، تقرر التدخل بطريقة فريدة من نوعها، حيث ترسل شقيقتين إلى طريق دموي يكشف لهما حقيقة مروعة: أن في قلب هذا الصراع المميت، يكمن قوة الحب التي تصيب بأقسى الضربات.
تمتزج في رواية “تروي” مختلف العناصر الأدبية ببراعة، حيث تنسج الكاتبة أديل جيراس بين الأحداث التاريخية والخيالية بطريقة تجعل القراء يعيشون تلك الفترة الزمنية بكل تفاصيلها وأحداثها. وبفضل أسلوبها السلس وقدرتها على خلق شخصيات متقنة، تنجح في إضفاء الحياة على أبطال هذه الرواية وجعلهم يتركون أثراً عميقاً في نفوس القراء.
تم نشر الكتاب بواسطة دار النشر هاركورت في شهر سبتمبر من عام 2002، ليصبح محط أنظار النقاد وعشاق الأدب على حد سواء. ويعتبر “تروي” عملاً أدبياً رائعاً يجمع بين القوة السردية والعمق التاريخي، ويشكل قطعة أساسية في مكتبة كل محب للأدب والثقافة القديمة.