ترتيب الأنبياء والرسل في الإسلام
تعتبر قضية الأنبياء والرسل من المواضيع الهامة في الإسلام، حيث يُعد الإيمان بهم أحد أركان الإيمان في الدين الإسلامي. فقد أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل لدعوة البشرية إلى عبادة الله وحده، وتبليغ رسالته، وتوجيه الناس إلى طريق الحق والخير. ومن خلال هذه المقالة، سنتعرف على ترتيب الأنبياء والرسل كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ونبرز بعض التفاصيل المتعلقة بهم.
تعريف الأنبياء والرسل
في البداية، لا بد من التوضيح الفرق بين النبي والرسول في الإسلام. يعتبر النبي هو الشخص الذي اختاره الله تعالى ليبلغه رسالته، ولكنه لا يكون بالضرورة مكلفًا بتبليغ رسالة جديدة بل قد يكون مؤيدًا ومصدقًا لما قبله من رسالات. أما الرسول فهو نبي مختار من الله تعالى يحمل رسالة جديدة إلى قومه، وتأتي مهمته بتوجيه أمة جديدة برسالة مستقلة.
تعداد الأنبياء والرسل
الأنبياء في القرآن الكريم
أورد القرآن الكريم أسماء العديد من الأنبياء والرسل، ولكن لم تذكر جميع الأسماء بشكل تفصيلي. فقد قال الله تعالى في سورة النساء: “رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ” (النساء: 165). وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “عدد الأنبياء في بني إسرائيل كان ألفًا ومئتين”.
لكن، ورد في القرآن الكريم أسماء 25 نبيًا ورسولًا، وهم على التوالي:
-
آدم عليه السلام: أول الأنبياء وأب البشر، وهو الذي بدأ البشرية وعمّر الأرض.
-
نوح عليه السلام: أول رسول أرسله الله تعالى إلى قومه ليهديهم بعد أن عبدوا الأصنام.
-
إبراهيم عليه السلام: أبو الأنبياء، الذي أمره الله تعالى ببناء الكعبة المشرفة.
-
إسماعيل عليه السلام: ابن إبراهيم عليه السلام، الذي كان رسولًا إلى قومه وكان يتمتع بصبر عظيم.
-
إسحاق عليه السلام: هو الابن الآخر لإبراهيم، وورد ذكره في القرآن الكريم.
-
يعقوب عليه السلام: الذي اشتهر بلقب “إسرائيل”، وهو والد الأسباط.
-
يوسف عليه السلام: الذي عُرف بجماله وبقصته الشهيرة في القرآن الكريم، حيث كان أحب أبناء يعقوب إليه.
-
شعيب عليه السلام: الذي بعثه الله إلى مدين ليدعوهم إلى توحيد الله وترك المعاصي.
-
أيوب عليه السلام: الذي اشتهر بالصبر العظيم في محنته.
-
موسى عليه السلام: هو الذي كان مع بني إسرائيل وخرج بهم من مصر، وكان أحد أبرز الأنبياء.
-
هارون عليه السلام: أخو موسى عليه السلام، الذي ساعده في الدعوة إلى الله.
-
داوود عليه السلام: نبي ملك، صاحب المزامير، الذي حكم بني إسرائيل.
-
سليمان عليه السلام: ابن داوود، وهو الذي ورث ملك أبيه وكان له حكمة واسعة وملك عظيم.
-
إلياس عليه السلام: الذي أرسل إلى بني إسرائيل في زمن الفساد والضلال.
-
اليسع عليه السلام: الذي جاء بعد إلياس وأكمل دعوته.
-
يونس عليه السلام: الذي ابتلعه الحوت بعد أن فر من قومه، ثم تاب الله عليه.
-
زكريا عليه السلام: الذي بشّره الله بيحيى.
-
يحيى عليه السلام: الذي كان معروفًا بتقواه وطهارته وكان معاصرًا لعيسى.
-
عيسى عليه السلام: الذي بُعث برسالة الإنجيل وكان من أعظم الرسل.
-
محمد صلى الله عليه وسلم: خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي جاء برسالة الإسلام إلى جميع البشر.
ترتيب الأنبياء والرسل عبر التاريخ
-
أول الأنبياء: يبدأ ترتيب الأنبياء مع آدم عليه السلام، الذي هو أول نبي أرسله الله للبشرية. ثم بعده كان نوح عليه السلام، الذي يعد أول رسول بعثه الله مع رسالة جديدة لتقويم الناس، وذلك بعد أن كان في الأرض قوم يعبدون الأصنام.
-
الأنبياء بعد نوح: جاء بعد نوح العديد من الأنبياء الذين كان منهم إبراهيم عليه السلام، الذي ابتلاه الله بالعديد من الاختبارات العظيمة، وأشهرها قصة ذبح ابنه إسماعيل، ثم جاء بعده ابنه إسماعيل الذي كان رسولًا إلى قبيلته وأبناء قبيلة قريش.
-
من بعد إبراهيم: استمر في نسل إبراهيم الأنبياء، وكان منهم موسى الذي كلفه الله بالرسالة إلى بني إسرائيل في فترة كانت من أصعب فترات التاريخ، حيث كان قومه في ظلم شديد من فرعون.
-
الأنبياء اللاحقون: تواصلت رسالات الأنبياء الذين جاءوا واحدًا تلو الآخر مثل داوود وسليمان، الذين كانا حكامًا عادلين يحكمون بالعدل في بني إسرائيل.
-
الأنبياء الأخيرون: وفي الفترة التي تلت سليمان، ظهر العديد من الأنبياء مثل يونس ويحيى وعيسى عليهم السلام، وكل منهم أرسل برسالة محددة لدعوة قومه إلى الحق.
الخاتمة
الأنبياء والرسل هم أصحاب الرسالات السماوية التي مهدت الطريق للبشرية نحو الهداية. وكل نبي كان له دور خاص في تاريخ البشرية من حيث تقديم الرسائل السماوية. وفي النهاية، جاء محمد صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، ليكمل ويختتم سلسلة الأنبياء الذين جاؤوا قبلهم، ويترك لنا الدين الذي لا يتغير ولا يتبدل عبر الأزمان.
