في كتابها الرائع بعنوان “التربية القيمية”، تقدم الكاتبة رافدة الحريري عملًا استثنائيًا يسلط الضوء على أهمية غرس القيم السامية في نفوس الأطفال وترسيخها كأساس أساسي في بناء شخصياتهم. يتناول الكتاب بشكل شامل ومتكامل كيفية إدراج هذه القيم في المناهج الدراسية المقررة، وكيف يمكن تكاملها في الأنشطة المدرسية واللاصفية.
تعكس صفحات هذا العمل الهام الجهود المستمرة التي تبذلها الكاتبة في تعزيز تنمية القيم والأخلاق لدى الأطفال. يُبرز الكتاب كيف يمكن لهذا النهج أن يساهم بشكل فعّال في بناء شخصيات قوية ومتوازنة، حيث يكمن أساس الاحترام الذاتي والاعتزاز بالذات في فهم الطفل للقيم الأخلاقية وتطبيقها في حياته اليومية.
يتناول الكتاب أيضًا أهمية تعزيز التواصل الفعّال مع الأطفال، مما يمكّنهم من التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بكل صراحة وانفتاح. يُسلط الضوء على كيفية تحفيز التعبير الفعّال كأداة لفهم عميق للذات، وكيف يُسهم في بناء قدرات الطفل على التفاعل الإيجابي مع محيطه.
تبرز صفحات هذا العمل الكبير أيضًا على أهمية العمل الجماعي بين المدرسين وأولياء الأمور في تحقيق أهداف التربية القيمية. يُظهر الكتاب كيف يمكن للتعاون المستمر أن يعزز فعالية هذا النهج التربوي في تحقيق نتائج إيجابية على مستوى الأفراد والمجتمع بأسره.
تتجاوز هذه الصفحات الحدود التقليدية للكتب حول تربية الأطفال، إذ تعتبر هذه القراءة مصدرًا قيمًا للأسر والمعلمين الذين يسعون إلى تحسين جودة التربية وترسيخ القيم في نفوس الأجيال الناشئة. إن “التربية القيمية” لرافدة الحريري تمثل مرجعًا أساسيًا لفهم عميق وتطبيق عملي لتكريس القيم في مسار تنمية الأطفال، وتشكل إضافة قيمة للمكتبة العربية.