في كتاب “تربية الأبناء إسلامياً وعلمياً” الذي ألَّفه الأستاذ محمد أحمد زناتي، يتناول المؤلف بأسلوب مميز وسلس قضايا تربية الأطفال، مُقدِّمًا للوالدين وللمربين جمعًا ثريًا من النصائح والتوجيهات. ينطلق الكتاب من الفكرة الرئيسية التي تشد انتباه القارئ منذ أوَّل صفحة، وهي حاجة الأبناء إلى الاهتمام والتربية السليمة. يقف زناتي عند حقيقة أن أطفالنا هم أكبادنا، وعلى والدينا أن يُقدِّموا لهم ما يستحقونه من اهتمام وتوجيه.
المؤلف يركز بشكل خاص على أهمية توفير التربية الإسلامية، حيث يُظهِر كيف يُمكن توظيف القيم والأخلاق الإسلامية في بناء شخصية الطفل. ولذا، يقوم بدمج النظريات العلمية المعاصرة مع التوجيهات الإسلامية، مما يُشكِّل مصدرًا غنيًا للوالدين الباحثين عن طرق فعّالة لتربية أبنائهم.
الكتاب يستند إلى خبرة واسعة للمؤلف في مجال التربية، ويُعزِّز بآراء كبار المربين الإسلاميين، وأساسًا على رؤية دينية متوازنة. يقوم زناتي بتوضيح أن عالم الأطفال هو عالم فريد بذاته، ولذا يحتاج الوالدين إلى توجيهات تعتمد على العلم والمعرفة والخبرة في هذا السياق.
على صعيد التنظيم، يتألق الكتاب بترتيب منطقي للفصول، حيث ينتقل المؤلف ببراعة بين المواضيع، مما يجعل القارئ يندمج بسهولة في فهم الفكرة الرئيسية. يُعزز ذلك بأسلوب الكتابة الذي يمزج بين العمق العلمي والبساطة في العبارة.
ومع غلافه الورقي الذي يحمل تصميمًا جذابًا، يقدم الكتاب تجربة قراءة ممتعة ومفيدة. يحتوي الكتاب على 224 صفحة، مما يُتيح للقارئ فرصة استكشاف وتحليل المحتوى بتفصيل. نشرته دار النفائس في لبنان في عام 2010، مما يعزز مصداقية المؤلف ويُضفي بعدًا إقليميًّا على محتواه.
بشكل عام، يُعتبر كتاب “تربية الأبناء إسلامياً وعلمياً” إضافة قيمة إلى مكتبة كل والد يسعى لفهم كيفية تربية أبنائه بشكل شامل يجمع بين العلم والدين.