في كتابه “المحتالون في الهيكل: تراجع الجامعة الأمريكية”، يقدم مارتن أندرسون رؤية صادمة ومثيرة للتفكير حول الحالة الأخلاقية والفكرية المتدهورة للجامعات والكليات الأمريكية في الوقت الحالي – حول الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور، وما الذي يمكننا فعله لإصلاح الأمور.
تعتبر الجامعة المحرك الفكري لأمريكا. إنها المكان الذي يتم فيه تدريب القادة المستقبليين، ويتم فيه صياغة السياسات الوطنية، ويتم فيه وضع معايير لبنية التعليم الضخمة لدينا. ومع ذلك، في الوقت الحاضر، على الرغم من التكاليف الهائلة للتعليم الجامعي، لا تحقق مؤسساتنا المستوى المطلوب. الخطأ ليس في الطلاب، الذين أصبحوا أكثر ذكاءً من أي وقت مضى، ولكن في هيئات التدريس والإدارات وأعضاء مجالس الأمناء الذين نسلم في أيديهم عقولنا الشابة الأفضل.
يأخذ مارتن أندرسون – المستشار في السياسات الداخلية لرئيسين ونفسه عضو في المؤسسة الأكاديمية لأكثر من ثلاثة عقود – أكاديميين أمريكيين إلى المهمة في هذا الكتاب المثير، الذي يجدر بالتأكيد بتحقيقه بسبب نطاقه ووضوحه. من خلال تجاوز الأعذار السياسية التي انقلبت عليها الأمور، يتناول أندرسون الحقائق البسيطة وغير المنطوقة: كم هو تافه عمل عقولنا أصبح؛ وكم هي الأمور الفاسدة منتشرة في جامعاتنا؛ وكيف دمر التفوق الأكاديمي النزاهة الأكاديمية؛ وكم هو كثير من أساتذتنا ليسوا مؤهلين للتدريس؛ وكيف أن كثيرًا من الأحيان ليس الأساتذة بل الطلاب هم من يُخولون بالتدريس؛ وكيف أن مجالس الأمناء والمسؤولين التنفيذيين يتجنبون الإثبات وينظرون إلى الجانب الآخر؛ وكيف، من خلال قبول الوضع الراهن، يقوم الأمريكيون برهن مستقبل تعليم أطفالهم.
بلغة واضحة وحية، يُسمّي أندرسون الأسماء، ويُبنّر الإحصائيات، ويُقلب المألوف رأسًا على عقب، ويُجعلنا ندرك مدى خطورة الأمور. والأهم من ذلك، يقدم لنا حلولًا دراماتيكية. مثيرًا للجدل مثل كتاب “إغلاق العقل الأمريكي” للعالم ألان بلوم و “التعليم غير الليبرالي” لدينيش دسوزا، يضع مارتن أندرسون كتابه “المحتالون في الهيكل” الذي سيثير الجدل وسيحفز النقاش، وسيشعل خيالاتنا بشأن كيفية تجديد الروح في مجتمع أمريكي يعالج ملايين شبابنا بتكلفة ضخمة جدًا.