في الحادي والعشرين من يونيو عام 1978، وعلى سواحل البحر الأدرياتيكي الوسطى في شرق إيطاليا، شهدنا حدثاً غير عادياً ومثيراً للدهشة، حيث تسببت تذبذبات ساحلية غير مفسرة في تغيرات ملحوظة في مستوى سطح البحر، دون تسجيل أي زلازل تبرر هذه الظاهرة الغريبة. تراوحت شدة هذه التذبذبات بين الفئة الثالثة والرابعة من حيث الشدة، مع انتشار أفقي قدره حوالي 800 متر.
ترجحت الدراسات أن السبب المحتمل وراء هذه الظاهرة هو انهيار أرضي تحت سطح البحر، ربما كان تحت الخط العميق 200 متر، في منطقة تقع تقريباً بين تيرمولي وفاستو. لقد اقترح البعض أيضاً حدوث انهيار أرضي تحت سطح البحر في البحر الأدرياتيكي بشكل عام.
تتنوع فترة التذبذبات بين 10-15 دقيقة، حيث شهدت منطقة جوليانوفا انحساراً لمياه البحر بحوالي 50 متراً في الساعة 11:59 صباحاً، ثم عادت المياه بعد 6 دقائق لتتجاوز المستوى الطبيعي بحوالي 60 سم. وتكررت هذه التذبذبات مراراً وتكراراً بفترة 15 دقيقة وارتفاع يصل إلى 60 سم في المرفأ حتى الساعة 5:30 مساءً. في منطقة أورتونا، لوحظت تذبذبات واحدة فقط، بدأت الساعة 11:30 صباحاً مع انحسار يصل إلى 15 متراً، وعادت المياه في الساعة 12 ظهراً. أما في بيشيلي، فقد شهدت الساعة 6:30 صباحاً انحساراً للبحر بمقدار 2-3 أمتار، تلاها فيضان الشاطئ بمقدار 200 متر، مع ارتفاع قصوى بلغ 50 سم، حيث تحطم قاربا صيد بسبب فك ارتباطهما.
وفي مولفيتا، شهدنا في الساعة 5:00 صباحاً انحساراً يبلغ 10 أمتار، وكانت فترة التذبذب حوالي 5 دقائق. ولاحظت تذبذبات غير عادية أيضاً في فوساكيسيا، فاستو، تيرمولي، كامبومارينو، وتراني في أوقات مختلفة.
وذكرت بعض الصحف تفاصيل دقيقة عن الظاهرة، حيث أفادت أن المياه انحسرت عند تيرمولي لعدة أمتار، مما أدى إلى جفاف المرفأ، ثم عادت بعنف، وأصبحت مضطربة ومهيجة بشكل كبير. أما في باري، فقد انحسرت المياه المفاجئة مراراً وتكراراً، مما أدى إلى جفاف قاع البحر، وتعرض بعض السفن المرسومة في المرفأ للجفاف، ووُجدت بعض الأسماك على الشاطئ.
وتقول التقارير إن المياه انحسرت في جزر عديدة على طول السواحل اليوغسلافية، حيث وصلت الأمواج إلى 8 أمتار في فيلا لوكا (جزيرة كورسولا)، غمرت الطوابق الأولى من جميع المباني على الشاطئ، وتعرضت السفن لأضرار جسيمة، وفيضت المياه البحرية إلى الساحل لمسافة 650 متراً في الداخل.
في اليوم التالي، شهدنا بين السابعة والثانية عشرة تذبذبات في مستوى سطح البحر بارتفاع يتراوح بين 50 – 60 سم، مع فترة تتراوح بين 10 – 15 دقيقة، على الساحل بالقرب من جوليانوفا. وتمزقت خطوط ربط بعض قوارب الصيد في بيشيلي. وقد يكون هذا الحدث ذا صلة بالأحداث التي وقعت في اليوم السابق.
هذه هي جمل طويلة تصف الأحداث بطريقة شاملة ومفصلة، حيث تسلط الضوء على تفاصيل الظاهرة وتأثيرها على عدة مناطق في شرق إيطاليا وعلى طول سواحل البحر الأدرياتيكي وحتى جزر اليوغسلافية.