أنواع كسور العظام وأسبابها

أنواع كسور العظام: تصنيفها وأسبابها وأعراضها وطرق علاجها

تعد الكسور العظمية من أكثر الإصابات شيوعاً في العالم، وتشكل تهديداً كبيراً على صحة الأفراد، إذ يمكن أن تؤدي إلى تعطيل الحركة أو التأثير على جودة الحياة بشكل عام. إن حدوث كسر في العظم يعني أن الهيكل العظمي قد تعرض لإصابة تجاوزت القدرة التحملية للعظم، مما يؤدي إلى تشققه أو تحطمه. لكن ليس جميع الكسور متشابهة، بل إن هناك عدة أنواع يمكن تصنيفها بناءً على شكل الكسر، مكانه، وكذلك على حسب السببيات والظروف التي أدت إلى حدوثه.

في هذا المقال، سنتناول بشكل مفصل أنواع الكسور العظمية المختلفة، الأسباب التي تؤدي إليها، الأعراض المرتبطة بكل نوع، إضافة إلى كيفية علاجها وطرق الوقاية منها.

تصنيف الكسور العظمية

أولاً: الكسور البسيطة (المغلقه)

الكسر البسيط، والذي يعرف أيضاً بالكسور المغلقة، يحدث عندما ينكسر العظم ولكن يبقى في مكانه ولا يتم اختراق الجلد. في هذا النوع من الكسور، يبقى الجلد سليمًا دون أي تمزق أو جرح، رغم أن العظم قد يتشقق أو ينكسر بشكل كامل أو جزئي. قد يكون الكسر في العظام الطويلة مثل الساق أو الذراع أو حتى العظام القصيرة مثل أصابع اليد أو القدم.

أسباب الكسور المغلقة:

• السقوط من ارتفاع

• الحوادث الرياضية

• الحوادث المرورية

• صدمات مباشرة على العظام

أعراض الكسور المغلقة:

• ألم شديد في منطقة الكسر

• تورم أو انتفاخ في المنطقة المصابة

• صعوبة في تحريك الجزء المصاب

• تغير في شكل العضو المصاب، كأن يصبح مائلاً أو مشوهاً

العلاج:
عادةً ما يتطلب العلاج تثبيت العظم في وضعه الصحيح عن طريق الجبيرة أو الطوق، وفي بعض الحالات يمكن أن يتطلب الأمر إجراء جراحة لإعادة تركيب العظم بطريقة صحيحة.

ثانياً: الكسور المفتوحة (المكشوفة)

تعد الكسور المفتوحة أكثر خطورة مقارنةً بالكسور المغلقة، حيث يتعرض العظم المكسر لاختراق الجلد مما يؤدي إلى تعرض العظم للهواء والتلوث. في هذا النوع من الكسور، يمكن أن تتلوث الجروح وبالتالي قد تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، وهو ما يجعل العلاج والتدخل الطبي في هذه الحالة أكثر تعقيداً.

أسباب الكسور المفتوحة:

• حوادث الطرق

• السقوط من أماكن مرتفعة

• إصابات رياضية شديدة

• الحروب أو الحوادث الصناعية

أعراض الكسور المفتوحة:

• الألم الشديد والنزيف من الجرح

• وجود أجزاء من العظم خارجة من الجلد

• تورم في المنطقة المحيطة بالكسر

• علامات عدوى قد تظهر في حالة الإهمال مثل الاحمرار والحمى

العلاج:
يستلزم الكسر المفتوح التدخل الجراحي لإعادة العظم إلى مكانه، وتنظيف الجروح من التلوث والجراثيم، بالإضافة إلى استخدام المضادات الحيوية للوقاية من العدوى. يمكن أن يتطلب الأمر أيضاً عمليات لتثبيت العظم بواسطة أجهزة خارجية أو داخلية حسب شدة الإصابة.

ثالثاً: الكسور المنقولة

الكسر المنقول يحدث عندما يتعرض العظم للانكسار نتيجة تأثيرات خارجية شديدة تتسبب في تحرك الأجزاء المكسورة إلى أماكن بعيدة عن مكان الكسر. يحدث هذا النوع عادة في العظام الطويلة مثل الفخذ أو الساق. يمكن أن يحدث الكسر المنقول بسبب الضغط الشديد على العظم أو الصدمات الحادة.

أسباب الكسور المنقولة:

• حوادث السيارات

• السقوط من ارتفاعات كبيرة

• الإصابات الناتجة عن حوادث العمل

أعراض الكسور المنقولة:

• ألم شديد مع تشوه واضح في الشكل

• صعوبة في تحريك المنطقة المصابة

• ورم وانتفاخ حول موقع الكسر

• في بعض الحالات، يمكن أن يحدث نزيف شديد

العلاج:
يتطلب هذا النوع من الكسور إجراء عملية جراحية لإعادة العظام إلى وضعها الصحيح، وقد يُستخدم التثبيت الداخلي مثل المسامير أو الصفائح المعدنية أو التثبيت الخارجي إذا لزم الأمر.

رابعاً: الكسور الشعاعية

الكسور الشعاعية هي تلك التي تحدث في العظام الكبيرة والطويلة مثل الفخذ أو الساق، وغالباً ما تكون نتيجة تأثيرات خارجية شديدة مثل الحوادث أو السقوط. وفي هذا النوع من الكسور، يحدث شق شعاعي في العظم مما يعني أن العظم ينكسر على شكل خطوط متوازية.

أسباب الكسور الشعاعية:

• الرياضات العنيفة

• الحوادث

• السقوط على الأرض

أعراض الكسور الشعاعية:

• ألم مفاجئ وحاد

• صعوبة في الحركة

• تورم حول المنطقة المصابة

• شكل غير طبيعي للعضو

العلاج:
يتطلب العلاج تثبيت العظم بواسطة جهاز خارجي أو جراحة في بعض الحالات لإعادة تشكيل العظم بشكل صحيح.

خامساً: الكسور الهشة

الكسور الهشة هي تلك التي تحدث نتيجة ضعف العظام بسبب عوامل صحية، مثل هشاشة العظام أو انخفاض كثافة العظام. هذه الكسور أكثر شيوعاً عند كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من نقص الكالسيوم أو في حالات معينة مثل داء السكري.

أسباب الكسور الهشة:

• هشاشة العظام

• انخفاض كثافة العظام

• نقص الكالسيوم أو الفيتامينات

أعراض الكسور الهشة:

• ألم مزمن مستمر

• صعوبة في الحركة

• حدوث كسور متكررة في نفس المنطقة

العلاج:
يعتمد العلاج على تعزيز صحة العظام عبر تناول مكملات الكالسيوم، فيتامين د، والأدوية التي تساعد في تحسين كثافة العظام. بالإضافة إلى الجراحة في بعض الحالات لإصلاح الكسور أو تثبيت العظم.

سادساً: الكسور في النمو

تحدث كسور النمو عند الأطفال الذين ما زالوا في مرحلة نمو العظام. يمكن أن تؤدي الإصابات في منطقة النمو إلى تأخير في نمو العظم أو حدوث تشوهات إذا لم تُعالج بشكل صحيح.

أسباب الكسور في النمو:

• الإصابات الرياضية

• الحوادث

أعراض الكسور في النمو:

• ألم شديد في المنطقة المصابة

• صعوبة في الحركة

• تورم أو تشوه واضح في مكان الإصابة

العلاج:
يحتاج الأطفال إلى رعاية خاصة حيث يتم تثبيت العظم بشكل مناسب، وقد يتطلب الأمر استخدام جبائر أو أجهزة طبية لدعم العظام أثناء عملية التعافي.

الوقاية من الكسور العظمية

رغم أن بعض الكسور قد تحدث بسبب حوادث لا يمكن تجنبها، إلا أن هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها الوقاية من الكسور، مثل:

1. اتباع نمط حياة صحي: بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظام لتعزيز قوة العظام.

2. الابتعاد عن السلوكيات الخطرة: مثل القيادة المتهورة أو السقوط من أماكن مرتفعة.

3. الحفاظ على وزن صحي: حيث أن زيادة الوزن تؤدي إلى ضغط إضافي على العظام.

4. استخدام معدات واقية: في الرياضات العنيفة أو أثناء القيام بأنشطة قد تعرضك للإصابة.

5. مراجعة طبية دورية: للكشف المبكر عن مشاكل العظام مثل هشاشة العظام.

الخاتمة

الكسور العظمية تختلف في أنواعها وشدتها، وتستدعي كل حالة علاجاً خاصاً يعتمد على نوع الكسر ومدى تأثيره على العظام والأعضاء الأخرى. من الضروري أن يكون لدى الشخص معرفة شاملة بكيفية التصرف في حالة حدوث كسر وأن يتم التعامل مع الإصابات العظمية بسرعة ودقة.