في كتاب “الحوسبة الفائقة وتحول العلم” الصادر ضمن سلسلة العلوم الأمريكية، يقدم الكتّاب ويليام ج. كوفمان ولاري إل. سمار نظرة شاملة إلى تأثير الحوسبة الفائقة على علم الحاسوب والعلوم بشكل عام. يشير الكتاب إلى أن تطور الحوسبة الفائقة قد أهل العلماء بقدرة مذهلة جديدة: القدرة على إعادة إنشاء العالم الفعلي بشكل افتراضي على شاشة الحاسوب، بدرجة مدهشة من الدقة والتطور. وبالفعل، يمكن الآن محاكاة وتلاعب كل شيء، بدءًا من أنظمة الطقس وصولاً إلى التفاعلات الكيميائية وحوادث السيارات وتلوث الهواء وصولاً إلى اصطدام جسيمات الذرة الفائقة السرعة.
نتيجة لذلك، أدت الحواسيب الفائقة إلى مستويات عميقة من الفهم والتبصر. وفي الواقع، غيّرت تمامًا عملية اكتشاف العلم نفسها. لم يعد على العلماء الاعتماد حصريًا على منهجيات البحث القائمة على التجربة أو النظرية، ولكن يمكنهم الآن استخدام كل من المراقبة المباشرة والنمذجة الرياضية لتصور ومحاكاة الظواهر المعقدة.
يقدم الكتاب الذي يحمل عنوان “الحوسبة الفائقة وتحول العلم” نظرة حديثة عن قدرات وإسهامات أقوى الحواسيب في المجال العلمي. صاغه الكاتب العلمي البارع ويليام كوفمان وخبير الحوسبة الفائقة لاري سمار، يفحص الكتاب الأجهزة والبرمجيات وتقنيات الحوسبة الفائقة، موضحًا كيف تقوم هذه الآلات القوية بـ “حل” القوانين الرياضية التي تحكم الظواهر الطبيعية وتحويل الأرقام إلى صور بصرية شاملة.
ثم يستكشف الكتاب تأثير هذه التكنولوجيا الاستثنائية على مجموعة واسعة من المجالات، بدءًا من الطب ووصولًا إلى حماية البيئة، ومن فيزياء الجسيمات إلى علم الفلك، ومن تصميم السيارات إلى علم الأرصاد. تستمر ثورة الحاسوب في التقدم، ويظهر لنا “الحوسبة الفائقة وتحول العلم” كيف وصلنا إلى أين وصلنا في وضع استراتيجيات لفهم العالم الذي نعيش فيه. إنها احتفال بالحماسة للمعرفة التي أدت إلى تطوير أول حاسوب ليس بالتزامن البعيد.