تتناول هذه الدراسة الوظيفة الثقافية للقنوات الفضائية العربية، وتسلط الضوء على التحولات الإعلامية التي شهدها الوطن العربي لمواكبة التقدم الكبير في تكنولوجيا الاتصال. يُسلط الكتاب بشكل خاص على ظهور العديد من القنوات الفضائية العربية الحكومية والتجارية، وكيف أثر ذلك في التعرض لبرامج القنوات الأجنبية من خلال انتشار الأطباق اللاقطة.
تركز الدراسة على التحديات التي نتجت عن هذه التحولات، مع زيادة المخاوف من الاختراق الإعلامي والثقافي. ويُظهر الكتاب أن محتوى القنوات الأجنبية يستهدف بشكل رئيسي التأثير على المشاهد العربي وقيمه وأنماط سلوكه. وفي هذا السياق، يُبرز الكتاب أن القنوات الفضائية العربية لا تُعطي الوظيفة الثقافية الأهمية والمكانة الملائمة.
تتناول الدراسة بجدية التحديات الرئيسية، مثل تحدي إلغاء الهوية الثقافية العربية الإسلامية وتشويه صورتها الحضارية. ينبع أهمية الدراسة من رغبتها في الكشف عن طبيعة الوظيفة الثقافية للقنوات الفضائية العربية، مستعرضة قناة الشارقة الفضائية كنموذج. ويتم ذلك من خلال تحليل مضمون عينة من البرامج الثقافية في القناة للأعوام 97-98-1999، بالإضافة إلى دراسة ميدانية للعاملين بالقناة وعينة من الجمهور.
يتألف الكتاب من 296 صفحة، ويندرج تحت فئة الصحافة والإعلام، مع التركيز على مجال الإعلام. صدر الكتاب عن المؤتمر الدائم للمقاومة، ويتميز بغلاف عادي. يتيح هذا الكتاب للقارئ الاطلاع على وجهات نظر مختلفة وتحليلات عميقة لدور القنوات الفضائية العربية في تشكيل المشهد الإعلامي والثقافي في المنطقة، وكيفية التعامل مع التحديات التي تطرأ في هذا السياق المتطور والمعقد.