في كتاب بعنوان “See How They Run: Electing the President in an Age of Mediaocracy” الذي كتبه باول تايلور، يقدم لنا المؤلف رؤية نقدية وعميقة حول عملية الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في عصر يسوده الإعلام. يستعرض تايلور في كتابه هذا كيف أصبحت العملية الانتخابية الأمريكية معقدة ومشوشة بفعل تأثير وسائل الإعلام، مما يثير قلقه إزاء تأثير هذه الوسائل على قرارات الناخبين وعلى العملية الديمقراطية نفسها.
يؤكد تايلور على أن النظام الانتخابي الأمريكي يعاني من العديد من العيوب، حيث يشدد على أنه يُعطي أهمية غير متناسبة لوسائل الإعلام، وهو ما يؤدي إلى تشتيت انتباه الناخبين وإبعادهم عن المشاركة في العملية الانتخابية. يطرح تايلور مقترحات لتحسين هذا النظام المعقد، حيث يبحث في سبل تقليل تأثير وسائل الإعلام على الانتخابات وتشجيع المشاركة الفعّالة للمواطنين.
صدر هذا الكتاب عن دار نشر Knopf في شهر سبتمبر من عام 1990، وهو يمثل إسهامًا فعّالًا في فهم التحديات التي تواجه الديمقراطية في ظل تفاعل متزايد مع وسائل الإعلام. إن تايلور يقوم برصد الاتجاهات والتغيرات في الساحة السياسية، محاولًا فهم كيف يمكن تحسين العملية الديمقراطية لتلبية تطلعات المواطنين وتعزيز المشاركة الفعّالة في صنع القرار السياسي.
“See How They Run” لا يقتصر فقط على النقد، بل يعتبر مرشدًا يفتح أفقًا جديدًا لمناقشات هامة حول كيفية تطوير النظام السياسي لضمان تمثيل أفضل ومشاركة أوسع من الجمهور في صنع القرارات الوطنية.