يتناول كتاب “المنطوق والمنظور في المسرح المغربي” الذي كتبه الكاتب عزيز الحاكم موضوع العرض المسرحي في المغرب، ويسلط الضوء على قلة الاهتمام النقدي التطبيقي لهذا الفن الراقي. يعتبر الكتاب أن العرض المسرحي لم يحظَ بالتحليل الجاد باعتباره متناً منطوقاً ومنظوراً، حيث يسعى إلى تحقيق استقلالية تامة فوق خشبة المسرح في لحظة العرض. كما يقدم الكتاب مقاربة تحليلية تفصيلية للمسرح المغربي، يعتبر فيها العرض مادة معرفية تستحق البحث والدراسة.
الكتاب يشير إلى أن معظم النقاد الذين كتبوا عن المسرح المغربي جاءوا من “خارج الخشبة” أو من أوساط الجامعة، ولم يشاركوا في تجارب الممارسة المسرحية بشكل مباشر. ونتيجة لذلك، بقيت كتاباتهم محصورة في إطار القراءات النظرية والبحوث العلمية، دون أن يتمكنوا من الانغماس في تفاصيل العمل المسرحي وتحليله بشكل مفصل. وهو ما جعلهم يقدمون رؤى عامة وعميقة عن المسرح المغربي، دون الوقوف عند تفاصيل وأدوات العمل الفني.
عليه، يسعى الكتاب إلى تعزيز فهم القارئ للمسرح المغربي وتحليله من خلال قراءة مفصلة لمختلف جوانبه، سواء كانت رؤياوية أو جمالية. يتناول أيضاً تفكيك تجليات العروض المسرحية وتقسيمها إلى وحدات مشهدية، بهدف استخلاص الثوابت والمتحولات في أعمال مختلفة، وضبط أدوات العمل الفني مثل التأليف والإخراج والسينوغرافيا والموسيقى.
وتأتي أهمية هذا الكتاب من رغبته في كسر الأطر التقليدية للكتابات النقدية حول المسرح المغربي، وتقديم رؤى تفصيلية ومفصلة، تساهم في إثراء المشهد الفني والثقافي في المغرب. الكتاب، الصادر عن منشورات الحلبي الحقوقية في عام 2012، يتألف من 132 صفحة ويأتي بغلاف كرتوني يعكس أهمية وجدانية موضوعه.