تحمل كتاب “ما لم يقله الفقيه” للمؤلفة أماني فرج، تحت غلافه الكرتوني الجذاب وصفحاته البالغ عددها 135 صفحة، أعباءًا كبيرة من التساؤلات والمشاكل التي بدأت تطرحها التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المستمرة، جعلته يلعب دور الصوت الذي يتجاوز صمت الفقهاء في مواجهة هذه التحديات الحديثة.
تأتي أماني فرج لتقديم تصوّرات متنوعة وجريئة للمستقبل، إذ تنظر إلى القضايا الإسلامية بعيون متجددة، محاولةً فهم وتحليل الأمور التي تعيشها الجماعة المسلمة في زماننا الحالي. الكتاب يتناول تلك القضايا بشكل مستفيض، ويضع تحت المجهر مظاهر الحياة اليومية للمسلمين، مستفيدًا من الوسائل الفكرية الحديثة والنقاشات الفلسفية.
واستنادًا إلى ما تقدمه الكاتبة، يبدو أن الفقهاء قد سكتوا أمام تلك التحديات، لا بسبب نقص في الشريعة الإسلامية السمحة، وإنما ربما لعجز في تقديم إجابات شافية وملائمة للتحديات الراهنة. يظهر الكتاب كمحاولة للبحث عن تفسيرات جديدة ومقاربات متقدمة في فهم الإسلام وتطبيقه في حياة المسلمين اليوم.
صدر هذا العمل الرائع في عام 2011 عن دار النوادر للطباعة والنشر والتوزيع، التي تظهر من خلالها الدعم والتشجيع على الأصوات الفكرية المبتكرة. يتندرج الكتاب ضمن فئة الكتب الإسلامية، تحديدًا في فرع الفقه وأصوله، حيث يقدم مساهمة ملموسة في فهم الأحكام والمسائل الدينية بروح من التجديد والتفكير المتقدم.
بهذا، يبرز “ما لم يقله الفقيه” كمصدر ثري للقارئ الباحث عن رؤى متجددة حول الدين الإسلامي وتطبيقاته في العصر الحديث، ويسلط الضوء على الحاجة الملحة للنقاش والتفكير الفلسفي في مسائل تؤثر في حياة المسلمين اليومية.