كتاب “Mind the Gap: Promoting a Transatlantic Revolution in Military Affairs”، الذي ألفه ريتشارد ل. كوغلر، ديفيد سي. غومبيرت ومارتن سي. ليبيكي، يُعد مرجعاً هاماً في مجال العلوم العسكرية والتكنولوجيا، وقد تم نشره بواسطة جامعة الدفاع الوطني في مارس من عام 1999. يعالج الكتاب مسألة التفاوت المتزايد في القدرات القتالية بين القوات الأوروبية والقوات الأمريكية، ويقدم استراتيجية متعددة الطبقات لحل هذه المشكلة بطريقة عملية ومحددة، تشمل العمليات والإجراءات اللازمة لتنفيذها.
تُظهر الدراسة أن الفجوة بين القدرات العسكرية للولايات المتحدة وأوروبا قد توسعت بشكل ملحوظ بعد الحرب الباردة، مما يشكل تحدياً للتعاون العسكري عبر الأطلسي. ترجع هذه الفجوة إلى عدة عوامل، بما في ذلك الاختلافات في الإنفاق الدفاعي، الأولويات الاستراتيجية، والتطور التكنولوجي. يشير الكتاب إلى أن الولايات المتحدة قد استثمرت بشكل كبير في تقنيات عسكرية متقدمة، مثل تكنولوجيا المعلومات والأسلحة الدقيقة، بينما تقف أوروبا على نقيض ذلك من حيث المستويات الأقل للاستثمار في هذه الأمور.
يعتبر الكتاب أن التفاوت الحالي لا يُعزى فقط إلى الفروق في الميزانيات، بل أيضاً إلى الاختلاف في النظرة للحرب والتحديث العسكري. وعليه، يقدم الكتاب نهجاً شاملاً يشمل النواحي الإستراتيجية، التكتيكية والتكنولوجية لضمان تعزيز القدرات العسكرية الأوروبية بما يتماشى مع المعايير الأمريكية. يُظهر الكتاب كيف يمكن للتعاون المعزز والمنسق أن يساهم في تقليص هذه الفجوة.
في جانب الإستراتيجية المقترحة، يُسلط الكتاب الضوء على أهمية تبادل التكنولوجيا والمعرفة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين. كما يُقدم نماذج للتدريب المشترك وتطوير العمليات التي يمكن أن تسهم في تحسين الفهم المتبادل وتوحيد المفاهيم القتالية. إضافة إلى ذلك، يركز الكتاب على ضرورة إجراء إصلاحات هيكلية داخل الأجهزة العسكرية الأوروبية لزيادة كفاءتها وفعاليتها.
الكتاب يُقدم أيضاً تحليلاً للدور الذي يمكن أن تلعبه القواعد الجديدة والأطر التنظيمية في دعم هذه الثورة في الشؤون العسكرية. يُشدد على أهمية الابتكار في مجال السياسة الدفاعية ويدعو إلى تطوير أساليب جديدة تستفيد من التقنيات الحديثة لتعزيز القدرات الدفاعية.
من الجدير بالذكر أن الكتاب يتميز بتحليله المعمق والشامل للتحديات التي تواجه التعاون العسكري عبر الأطلسي ويُقدم رؤية واضحة لكيفية مواجهة هذه التحديات في سياق معقد ومتغير. بتقديمه للنصائح العملية والاستراتيجيات التفصيلية، يُعد الكتاب مرجعاً ضرورياً لصانعي السياسة والمحللين العسكريين الذين يسعون لفهم ومعالجة الفجوات القائمة بين قدرات الناتو وقد