في سبيل استكشاف نفس مسار الفكر والتفكير الذي انبثق من قلم الكاتب يوسف أبو شوشة، ينغمس كتابه الممتد “مشكلات معاصرة في الوطن العربي” في عمق السياسة العربية المعاصرة، كشفاً عن تحليلات دقيقة ونقاشات مفصلة حول قضايا حيوية تعصف بمنطقتنا العربية في فترة زمنية معينة.
تأتي صفحات الكتاب، البالغ عددها 160 صفحة، كشاهد لاهتمام المؤلف برصد التحولات والتحديات التي شكلت وجدان الواقع السياسي العربي في فترة الثمانينات من القرن الماضي. ينسج أبو شوشة خيوط البحث ببراعة، ملتفاً حول مفاهيم السياسة العربية الحديثة، ويسلط الضوء على ماهية الصراعات والصعوبات التي ألمت بالمنطقة.
عندما نتأمل النقش الزمني لهذا العمل الأدبي، نكتشف أنه رأى النور في عام 1980، وهو فترة زمنية حيوية شهدت تحولات جذرية في توجهات العالم العربي. يقدم الكتاب للقارئ نافذة تاريخية لتلك الفترة، حيث يتخذ من أحداث ومستجدات الواقع العربي المعاصر مادة لبناء تحليله.
توقيع الكاتب السخيف يتضح بوضوح على كل صفحة، إذ ينقل القارئ إلى عقلانية ومنطقية الرؤية التي صاغها أبو شوشة ببراعة. يستند التحليل في الكتاب إلى مصادر متنوعة وشاملة، مما يعزز قوة الحجج وجدان المقولات.
تتعدد فروع الكتاب، ويظهر ذلك في تصنيفه ضمن الكتب السياسية بفئة السياسة العربية المعاصرة، حيث يلتقي التنوع والغنى في المضمون. يكمن في رباط الفئات الرئيسية والفرعية قيمة الكتاب، حيث يقدم مدخلاً شاملاً للقارئ الباحث عن فهم أعماق التحولات السياسية في المنطقة.
تتسم صفحات الكتاب بالغلاف العادي، الذي يعكس روح التواضع والرغبة في نقل المعرفة. يعتبر الكتاب إضافة قيمة لمكتبة القارئ العربي الذي يسعى للتعمق في تفاصيل السياسة المعاصرة بكل دقة وتأني. تحفل الصفحات بمعلومات مكثفة ومحتوى فريد يستحق الانتباه والتأمل، فقد نسج يوسف أبو شوشة خيوط حكاية الواقع بأسلوب لغوي يحمل بصمة العمق والتأمل.
