يعد كتاب “التنمية الإدارية والدول النامية” الذي ألفه الكاتب مهدي زويلف عملًا فريدًا يستحق الاهتمام في ميدان الأدب الاقتصادي. يتناول الكتاب بعمق وتفصيل موضوع التنمية الإدارية في الدول النامية، حيث يقوم بتسليط الضوء على هذا الجانب الحيوي والمعقد للغاية في السياق الحديث للتطور الاقتصادي والاجتماعي.
تتألف العمل من تسعة فصول، حيث يبدأ الكاتب في الفصل الأول بتقديم مفاهيم أساسية للتنمية الإدارية، مما يمهد الطريق لفهم أعمق للقضايا المعقدة التي سيتناولها في الفصول اللاحقة. وفي الفصل الثاني، يلقي الكاتب الضوء على موضوع التخلف الإداري، محللًا أسبابه وتأثيراته على النمو الاقتصادي والتطوير.
لكن اللافت في هذا الكتاب هو التنوع والغنى في مواضيعه، حيث يخصص الفصل الثالث لمناقشة مرض خطير يعاني منه الجهاز الإداري في الدول النامية، وهو الفساد الإداري. يقدم الكاتب تحليلاً دقيقًا لأبعاد هذه المشكلة ويسلط الضوء على تأثيراتها السلبية على الأداء الإداري والتنمية الشاملة.
تتميز صفحات هذا العمل بالوفرة من المعلومات، حيث تمتد النصوص على 198 صفحة، وتعكس رؤية المؤلف وتحليلاته الموسعة للتحديات التي تواجه الإدارة في الدول النامية. تحمل النشرة الطبعة الأولى للكتاب، وقد رأى النور في عام 2017، وكان لنور للنشر الدور البارز في توفير هذا العمل القيم للقراء.
تأتي الأمور المتعلقة بالشكل الخارجي للكتاب في إطار فني يلفت الانتباه، إذ يتمتع الغلاف الورقي بجاذبية خاصة، مما يجعله يبرز بين مكتبة الكتب الاقتصادية. وبهذا، يتمثل الكتاب ضمن فئة الاقتصاد والأعمال، وتحديدًا في فرع إدارة الأعمال.
في الختام، يعتبر كتاب “التنمية الإدارية والدول النامية” إسهامًا قيمًا في فهم تحديات التنمية الإدارية في سياق الدول النامية، ويشكل مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بتحليل الأوضاع الاقتصادية والإدارية في هذه الدول.