في رحاب كتاب “رأس المال في القرن الحادي والعشرين” الذي صاغه الفيلسوف الاقتصادي توماس بيكيتي، ندخل إلى عالم معقد ينقلنا عبر الفصول التاريخية والاقتصادية، حيث يقدم لنا بصورة تحليلية متقنة أعماق تراكم الثروة والاندفاعات الاقتصادية التي شكلت مسارات المجتمعات الغربية من منتصف القرن التاسع عشر وحتى أيامنا الحالية.
في ظل تفحص دقيق للطبقات المختلفة في المجتمع، يسلط بيكيتي الضوء على نقاشات ملحة حول انعدام المساواة، مقدمًا للقارئ فهمًا عميقًا حول كيفية تراكم الثروة بين الطبقات الاجتماعية. يتناول بيكيتي في صفحات هذا العمل الضخم كيفية تشكل رأس المال وكيف يتطور على مر العصور، وكيف يتسبب في تفاوتات اقتصادية تؤثر في توزيع الثروة.
الكتاب، الذي يمتد على 656 صفحة من الفكر المستند إلى الأدلة والبيانات الدقيقة، يختصر لنا قصة الطبقات الاقتصادية وتحولاتها عبر العصور. يقدم بيكيتي تحليلاً دقيقاً يبرز كيف يتسارع تراكم الثروة لدى أصحاب رأس المال، مما يعزز فروقات الثروة بين الطبقات. يستعرض الكاتب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في سياق تطور الرأسمالية، مما يشكل مدخلاً لفهم عميق لتحديات المجتمعات المعاصرة.
تأتي هذه الرحلة المعرفية في سياق تحليلي موسع، يتناول جوانب متعددة للاقتصاد والطبقات الاجتماعية، ويشد انتباه القارئ بمواضيع متنوعة تتراوح بين الاقتصاد والأعمال. تقوم دار ومكتبة الهلال ودار الشروق للنشر والتوزيع بتوفير هذا العمل البارز، الذي يشكل إضافة أساسية إلى مكتبة الأدب الاقتصادي، ويسلط الضوء على التحولات الهامة في هيكل المجتمعات الغربية على مر العصور.
في غلافه العادي، يتحفنا الكتاب بمحتوى يثري الفهم ويفتح أبواب التفكير نحو تحديات المستقبل. إنه عمل يدعو إلى التأمل في دواخل النظام الاقتصادي الحديث، مما يجعله وجهة لا غنى عنها للقارئ المهتم بفهم العلاقة بين الرأسمال والمجتمع في القرن الواحد والعشرين.