في كتابه الذي يحمل عنوان “تركيا وإسرائيل وحصار غزة”، يستعرض الكاتب أمر الله إيشلر قضية حيوية ومعقدة تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي والتداول السياسي والأمني في المنطقة. يركز الكتاب على محورين أساسيين، الأول منهما يتناول “أزمة إسرائيل في حصار غزة والدور التركي”.
في سياق متشعب وشامل، يقدم الكاتب تحليلاً دقيقًا للأوضاع الراهنة، حيث يسلط الضوء على فشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحصار السياسية والأمنية والعسكرية في قطاع غزة. يبرز الكتاب كيف أن هذا الفشل ينعكس على عجز إسرائيل عن القضاء على المقاومة وتحقيق الأمان لمناطقها الجنوبية، مما يجعل الأمور تتجه نحو تطورات معقدة ومتلاحقة.
وفيما يتصل بالمحور الثاني للكتاب، يركز على دور تركيا في هذا السياق الحساس. يستعرض الكاتب بشكل متقن كيف أن تركيا لعبت دورًا محوريًا في المشهد الإقليمي، وكيف أن تصاعد التوترات والتحديات السياسية أثرت على توجيهات تركيا وسياستها تجاه الأزمة. يسلط الضوء على التفاعلات بين تركيا وإسرائيل، وكيف أن تلك العلاقات شهدت تحولات هامة في ظل تعقيدات الوضع الإقليمي.
يتألق الكتاب برؤية تحليلية عميقة للأحداث، حيث يتخذ المؤلف من 88 صفحة وسيلة لنقل قصة هذه الأزمة المعقدة. يقدم الكتاب تاريخًا موثوقًا وحقائق موضوعية تساهم في فهم أعماق التحولات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط. وعلى هامش هذا الكلام، يبرز دور السلطة الفلسطينية وأطراف عربية أخرى، مشيرًا إلى فشلها في مواجهة التحديات وتحقيق أهدافها في مواجهة المأزق الإسرائيلي.
تجسد الصورة الغلاف الكرتوني للكتاب تلك الجهود الفكرية والتحليلية، حيث يظهر الكتاب كأداة قوية لفهم القضايا السياسية المعاصرة. ومن خلال نشره عن مركز دراسات الشرق الأوسط في عام 2010، يضيف الكتاب إلى المكتبة السياسية العربية ببعد فكري متميز، يلبي حاجة القارئ لفهم عميق وشامل للأحداث التي تشكل قضايا الواقع الإقليمي.