يقدم جاك مايلز، الحائز على جائزة بوليتزر والمعروف عالمياً بكتابته الساحرة والمفكرة، كتابه الجديد “المسيح: أزمة في حياة الله”، والذي يعتبر تكملة لعمله السابق المحترف بشدة والحائز على جوائز “الله: سيرة ذاتية”. يستكشف مايلز في هذا العمل شخصية المسيح بأسلوب يمزج بين الأسطورة والتاريخ، ويدعونا إلى النظر في فكرة المسيح كإله متجسد ليس كعقيدة دينية وإنما كأساس لعمل فني، وهو العهد الجديد.
يبدأ الكتاب بأزمة خطيرة تواجه الله، حيث لم يفي بوعده بإنهاء قهر اليهود لمدة خمسمائة عام وإعادتهم إلى عظمتهم السابقة، وبدلاً من ذلك، يواجهون المحنة تحت حكم الرومان، ويتعرضون للهولوكوست. وفي هذه الأزمة العظمى، يقرر الله بشكل مذهل أن يصبح يهوديًا بنفسه، المسيح، محملاً على نفسه مسبقًا العذاب الذي سيعانيه شعبه، معدلاً بذلك معنى النصر والهزيمة. من خلال موته وقيامته كالمسيح، لا يبتلع الله فقط الهزيمة التاريخية لليهود، بل يقدم أيضًا وعدًا بنصر كوني سيمسح كل دمعة لجميع البشر.
يروي مايلز هذه القصة الرائعة بأسلوب مدهش وجديد، حيث يعيد صياغة وإعادة تخيل للأحداث المألوفة. عندما يتم معمودية المسيح بالتوبة في نهر الأردن، فإن الله نفسه هو الذي يتوب. وبما أنه لا يمكن لأحد أن يقتل الله، فإن صلب المسيح في الواقع يعتبر انتحارًا مقدسًا. وعندما يرفض المسيح، بعد أن يعظ بـ “ألقوا عنكم الثوب العلوي”، أن يدافع عن نفسه ضد أعدائه، فما يقصده هو أن الله لن يأتي مجددًا لإنقاذ أي دولة بوسائل عسكرية.
تنتهي القصة بفرح، حيث يعزز المسيح، الله المتجسد، عهد الله مع إسرائيل – عهد الفصح الأصلي – ليشمل جميع أبناء آدم وحواء. في المشهد الأخير من العهد الجديد، يتحول هذا العهد إلى زواج في السماء.
بأسلوبه الشديد البلاغة والخيال العميق والحس الأدبي العميق، يستطيع جاك مايلز أن يلتقط مرة أخرى القوة الضائعة والعنيفة والمتوهجة لأعظم عمل في أدبنا.