في كتابه الرائع “الشرق الأوسط الجديد”، يقف شمعون بيريس كمرشد حكيم يستعرض الوضع السياسي في المنطقة بتأنٍ وتأمل. يفتح أمام القارئ أفقًا واسعًا من التفكير حيال فشل الحروب وأهمية تحقيق السلام. ومع أن بيريس يظهر في الوهلة الأولى كصوت موضوعي، إلا أن القارئ الواعي سرعان ما يكتشف أن هناك طبقة من التعقيد والتضليل تكمن في روح هذا الكتاب.
بيريس، السياسي الإسرائيلي المخضرم، ينقل لنا رؤيته للمنطقة بأسلوبه السلس والمنطقي. يتحدث بوضوح عن أهمية التحول من لغة الحروب إلى لغة السلام، ويستعرض بجرأة مخاطر عدم تحقيق ذلك. ومع ذلك، يظهر بوجود لغز خفي يتعلق بمدى جدية دعوته للسلام.
يكشف القارئ الواعي أن السياسي البارع يمزج بين الحقائق الظاهرة والخفايا المعقدة، حيث يتباين واقع الوضع مع المظهر الخارجي لما يُعلنه بيريس. تظهر الدعوة الظاهرية للسلام كغطاء، وراءها تكمن استراتيجيات ذكية تخدم أهدافًا أخرى.
في 230 صفحة، يستعرض بيريس تفاصيل معقدة للغاية حول السياسة العربية المعاصرة، ويقدم تحليلًا دقيقًا للمشهد السياسي في الشرق الأوسط. يُبرز الكتاب النواحي الداخلية والخارجية للتحولات السياسية، مع التركيز على العلاقات الإسرائيلية العربية.
صدر الكتاب عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في عام 1998، ويأتي بغلاف ورقي يُضيف له طابعًا فنيًا يتناسب مع جودة المحتوى. يندرج الكتاب تحت فئة الكتب السياسية، وتحديدًا في فرع السياسة العربية المعاصرة.
باختصار، يعد “الشرق الأوسط الجديد” من الكتب السياسية التي تستحق الاطلاع عليها، حيث يتيح للقارئ الفرصة لاستكشاف الرؤية المعاصرة لشمعون بيريس وفهم التحديات التي تعصف بالمنطقة بأسلوب متقن ومحتوى غني بالتفاصيل.