في كتابه “السنة والشيعة: ضجة مفتعلة ومؤسفة”، يقدم الكاتب فتحي الشقاقي رحلة تاريخية وسيرة ذاتية ملحمية، تجسد مسيرته الحافلة بالتحديات والمواقف السياسية الصاخبة، بداية من ميلاده في عام 1951 في قرية الزرنوقة بفلسطين، ونزوحه مع عائلته إلى مخيمات اللاجئين في غزة، ومن ثم انخراطه في مجال التعليم والطب وحتى تأسيسه لحركة الجهاد الإسلامي.
تتخلل صفحات الكتاب تفاصيل حياته السياسية والثقافية والدينية، حيث ينقل القارئ في رحلة عاطفية وفكرية تتخللها محطات مؤثرة، مثل تأثره بكتاب “معالم في الطريق” للشهيد سيد قطب وانتقاله نحو الاتجاه الإسلامي.
ومن خلال تجاربه السجنية ومواجهته للقمع والاضطهاد، يرصد الشقاقي تطور حركته السياسية ومساهمته في النضال الفلسطيني، مما جعله هدفاً للتعتيم والقمع من قبل السلطات المصرية والإسرائيلية.
ويظهر الكتاب أيضاً رحلة الشقاقي في مختلف البلدان العربية والعالمية، حيث تتخللها لحظات تاريخية مصيرية كاغتياله في مالطا عام 1995، مما يجعل القارئ يعيش تجربته الشخصية ويفهم أبعاد الصراعات السياسية والدينية في الشرق الأوسط.
ومع الاهتمام الخاص بالسيرة الذاتية للشقاقي، يقدم الكتاب أيضاً نظرة نقدية للتوترات بين السنة والشيعة، ويسلط الضوء على جوانب مختلفة من هذا الصراع المعقد، مما يجعله مرجعاً مهماً للباحثين والمهتمين بالشأن العربي والإسلامي.
وبغية تعميق الفهم، يقدم الشقاقي مجموعة من الوثائق والصور المرتبطة بالموضوع، مما يثري تجربة القارئ ويضفي على الكتاب قيمة تاريخية وثقافية لا تقدر بثمن.
في الختام، يعتبر كتاب “السنة والشيعة: ضجة مفتعلة ومؤسفة” مساهمة قيمة في فهم التوترات الدينية والسياسية في العالم الإسلامي، ويجسد قصة حياة الشقاقي رمزاً للصمود والتضحية في سبيل العدالة والحرية.