في “أكثر من حياة”، يأخذنا الكاتب سليمان المعمري في رحلة مميزة إلى أبعاد متعددة من الحياة، حيث يقوم بتسليط الضوء على تفاصيل صغيرة تجعل الحياة تتفجر بالألوان والمشاعر. يُقدم المعمري رؤية فريدة وعميقة حول كيفية استغلال الناس لكل لحظة في حياتهم، محولين المحيط الذي يحيط بهم إلى تحفة فنية، تماماً كما يحدث عندما نشاهد فنانًا يحول قطعة فنية بسيطة إلى تحفة كبيرة.
عبدالله حبيب، الشخصية الرئيسية في هذا العمل، يظهر كشخص يعيش بشكل مكثف وعميق، يفهم قيمة كل لحظة ويعيشها بكل وعي. يتميز بقدرته على تحويل الروتين اليومي إلى مغامرة مثيرة، وبفضله يصبح العادي غير عادي. يتجلى تأثيره في المجتمع من خلال تغيير نظرة الناس للحياة، حيث يتحول الكتاب إلى مصدر إلهام للقراء الذين يجدون في قصة عبدالله حبيب دافعًا لاستكشاف جوانب جديدة من حياتهم اليومية.
“أكثر من حياة” ليس مجرد كتاب، بل هو مرآة تعكس تأثير الكتابة والفن في تحول حياتنا اليومية. يبرز الكاتب عبد العزيز الفارسي من خلال عرضه الرائع للكتاب، كيف يمكن للأدب أن يكون عنصرًا حيويًا في تشكيل ثقافة ووعي المجتمع. يعيد الكتاب تاريخ الأدب ويجعله جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
يتألق الكتاب أيضًا من خلال تقديمه الغني بالمعلومات، حيث يمتاز بـ 110 صفحة مليئة بالتفاصيل والتحليلات العميقة. تاريخ النشر في عام 2011 يجسد لنا السياق الزمني الذي نشر فيه الكتاب، وكيف أن رسالته لا تزال حية وملهمة حتى اليوم.
من خلال إصداره عن “مكتبة العبيكان”، يظهر الكتاب كقطعة أثرية قيمة تضاف إلى خزانة الأدب والثقافة. يأتي غلافه العادي كلمسة بسيطة تعكس جوهر العمل، حيث يركز القارئ على جوهر المحتوى دون التشتت في التفاصيل السطحية.
في فئة الصحافة والإعلام، يبرز “أكثر من حياة” كمساهمة مميزة تسلط الضوء على أهمية الكتابة والفن في تحول الحياة اليومية إلى تجربة استثنائية. بفضل تصويره الفريد ورؤيته العميقة، يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة للمكتبة العربية ومصدر إلهام للباحثين عن جوانب جديدة ومثيرة في رحلة الحياة.