تحت عنوان “أفضل حرب على الإطلاق: الأكاذيب، اللعنات الملعونة، والفوضى في العراق”، يقدم الكتاب لمحة عميقة ونقدية للغاية حول السياسات الأمريكية والدعاية الحكومية التي سبقت الحرب في العراق والتي استمرت خلالها. يتم تأليف هذا العمل بواسطة جون سي. ستاوبر وشيلدون رامبتون، وقد صدر في شهر سبتمبر من العام 2006 عن دار نشر تارتشر. يصنف الكتاب ضمن مجالات العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ويقدم تحليلًا شاملاً لكيفية تأثير الدعاية على السياسة الخارجية الأمريكية والعواقب المترتبة على ذلك.
يبدأ الكتاب بالتأكيد على أن الحرب على العراق قد تم تذكرها كنقطة تحول حيث توقف نموذج الدعاية الذي تم تحسينه خلال القرن العشرين عن العمل بفعالية، نظرًا لتعقيد العالم الحديث وتوفر المعلومات بشكل واسع. يظهر الكتاب كيف أن الحرب، التي صُممت في خيال القادة الأمريكيين وأُدارت في ضلالة، تسلط الضوء على عبثية الكذب في مسائل الحياة والموت، وتقدم دروسًا هامة للأجيال الحالية لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء.
يستعرض الكتاب كيف أن الإدارة الأمريكية، وخصوصًا تحت قيادة الرئيس جورج دبليو بوش، قد خدعت نفسها قبل أن تخدع الآخرين، مما أدى إلى سيرها نحو حرب غير ضرورية من منظور الأمن، معتمدة بشكل كبير على الدعاية. يفصل الكتاب كيف تجاهل صانعو السياسات الأمريكيون تحذيرات خبراء العراق واختاروا بدلاً من ذلك نشر نسختهم الخاصة عن الحرب من خلال وسائل الإعلام المحافظة وحملات العلاقات العامة.
يكشف الكتاب عن سلسلة من الأخطاء في التخطيط والتقدير، بدءًا من نقص القوات على الأرض للحفاظ على الأمن، فشل في التنبؤ بالتمرد، وتجاهل تام أو حتى ازدراء لأي نقد من الحزبين الذين حاولوا تقييم التكاليف البشرية والاقتصادية للحرب. يتناول الكتاب كذلك كيف استمرت الإدارة وحلفاؤها في محاولات التغطية حتى بعد أن بدت الانسحاب وشيكة، من خلال التقليل من أهمية الوفيات بين المدنيين وإصابات العسكريين، واستخدام عبارات تسويقية مثل “النصر” بشكل متكرر لدعم الرأي العام، والفشل في محاولات خلق أخبار مزيفة عبر شركات العلاقات العامة.
يختم الكتاب بتأكيد أن الإدارة الأمريكية، عندما دخلت العراق، كانت تعتقد أن تفوقها الأخلاقي والتكنولوجي والعسكري سيضمن لها النصر في الخارج، وأن براعتها في السياسة ستكسب الدعم في الداخل. ومع ذلك، وجدت الإدارة نفسها في مستنقع من المشكلات التي لا تقبل الحلول المبنية على الأخلاق، التكنولوجيا، أو الدعاية.
“أفضل حرب على الإطلاق” يعد مصدرًا ثريًا للتأمل في السياسة الدولية الحديثة وتأثير الدعاية على قرارات الحرب والسلام، مقدمًا دروسًا قيمة للحيلولة دون تكرار الأخطاء التي ش