تُعد سيارة فيات أرجنتا (FIAT Argenta) إحدى المحاولات الأخيرة لشركة فيات لإنتاج سيارة سيدان عائلية كبيرة بنظام الدفع الخلفي قبل أن تتحول بشكل كامل إلى منصات الدفع الأمامي. أُنتجت السيارة بين عامي 1981 و1983، واعتمدت بشكل كبير على سيارة فيات 132، التي كانت قد أُطلقت في السبعينيات.
كانت أرجنتا تمثل رغبة فيات في تقديم شيء جديد وفعال في السوق، إلا أن توقيتها وتصميمها لم يكونا موفقين بما يكفي لمواكبة تطورات السوق ومتطلبات العملاء.
التصميم الخارجي: محاولة تجديد على منصة قديمة
نظرة عامة على التصميم
رغم الجهود التي بذلتها فيات لتحديث التصميم الخارجي لسيارة Argenta مقارنةً بسيارة 132، إلا أن النتيجة النهائية لم تكن مرضية لمعظم العملاء. احتفظت السيارة بالشكل العام الذي يعكس تصميم سيارات الستينيات والسبعينيات، مما جعلها تبدو قديمة مقارنةً بمنافساتها في أوائل الثمانينيات.
التحسينات البارزة
- المصابيح الأمامية المربعة: قدمت فيات مصابيح أمامية مربعة بدلًا من الدائرية، لكنها لم تنجح في تحسين المظهر العام للسيارة.
- المصدات البلاستيكية: كانت إضافة عصرية في ذلك الوقت، حيث أضفت لمسة حديثة نوعًا ما، لكنها لم تكن كافية لجذب الأنظار.
- الشبك الأمامي المميز: أعطى السيارة هوية خاصة، لكنه ظل متأثرًا بالطابع القديم الذي لم ينسجم مع الاتجاهات الحديثة.
الأبعاد والمواصفات الخارجية
- الطول: 4450 ملم
- العرض: 1651 ملم
- الارتفاع: 1420 ملم
- قاعدة العجلات: 2560 ملم
- الارتفاع عن الأرض: 130 ملم
التصميم الداخلي: رؤية أكثر حداثة
على النقيض من الخارج، كان التصميم الداخلي لسيارة Argenta أكثر حداثة وجاذبية.
لوحة العدادات
- جاءت لوحة العدادات بتصميم عصري مع عدادات نصف دائرية لقياس السرعة والمسافة المقطوعة.
- ركز التصميم على جعل المقصورة عملية وسهلة الاستخدام للسائق.
المزايا المبتكرة
- توزيع الأزرار: وُضعت أزرار التحكم في نظام التدفئة والتبريد في منطقة مركزية، مما يسهل الوصول إليها.
- فتحات التكييف: تم تصميم الفتحات بشكل أنيق وعملي لتحسين توزيع الهواء في المقصورة.
الراحة الداخلية
- المقاعد كانت مريحة، مع استخدام مواد ذات جودة مناسبة.
- المساحة الداخلية كانت كافية لخمسة ركاب، مما جعلها خيارًا مناسبًا للعائلات.
الأداء والمحركات: مزيج بين الطموح والواقع
المحرك الأساسي
تم تجهيز Argenta بمحركات متعددة، أشهرها محرك Lampredi المعروف بأدائه الرياضي:
- السعة: 1.6 لتر (1585 سم مكعب)
- القوة: 98 حصانًا عند 6000 دورة/دقيقة
- عزم الدوران: 132 نيوتن-متر عند 4000 دورة/دقيقة
الأداء
- التسارع من 0-100 كم/ساعة: 18.2 ثانية
- السرعة القصوى: 159 كم/ساعة
خيارات الوقود
- اعتمدت السيارة على الكربوراتور في نظام الوقود، وكان الوقود المستخدم هو البنزين.
- أُضيف لاحقًا إصدار يعمل بالديزل، حيث استُخدم محرك من مركبات النقل الخفيف.
ناقل الحركة
- ناقل حركة أوتوماتيكي من أربع سرعات.
نظام التعليق
رغم قوة المحرك، إلا أن نظام التعليق لم يكن متطورًا بما يكفي لتحمل الأداء الديناميكي المطلوب، مما أثر على تجربة القيادة.
الكفاءة في استهلاك الوقود
كانت Argenta تُقدم معدلات استهلاك وقود متوسطة، تتناسب مع فترة تصنيعها:
- القيادة المدمجة: 10.4 لتر/100 كم (22.6 ميلاً/غالون).
- القيادة في المدينة: 11.8 لتر/100 كم (19.9 ميلاً/غالون).
التقنيات والمزايا المضافة
رغم أن Argenta لم تكن متقدمة تقنيًا مقارنة بمنافساتها الألمانية أو اليابانية، إلا أنها قدمت بعض الميزات التي كانت تُعتبر متطورة في وقتها:
- أنظمة الأمان: تضمنت تحسينات طفيفة مثل الأحزمة ثلاثية النقاط ونقاط دعم الهيكل المعززة.
- الراحة: أضافت فيات نظام تدفئة قويًا ومكيف هواء اختياريًا.
- الشحن والتخزين: سعة صندوق الأمتعة بلغت 399 لترًا، مما جعلها مناسبة للرحلات العائلية.
أداء السوق: أسباب النجاح والإخفاق
عوامل الإخفاق
- تصميم قديم الطراز: فشلت Argenta في التماشي مع تطلعات العملاء الذين بدأوا يفضلون التصاميم الحديثة الأكثر جاذبية.
- توقيت غير موفق: طرحت فيات السيارة في وقت كانت فيه منصات الدفع الخلفي تفقد شعبيتها لصالح الدفع الأمامي.
عوامل النجاح
- السعر المعقول: قدمت Argenta قيمة جيدة مقارنة بالمنافسين من نفس الفئة.
- الاعتمادية: رغم مشاكل الأداء، إلا أن السيارة عُرفت بمتانتها واعتماديتها.
النهاية والإرث
شكلت سيارة FIAT Argenta نهاية فصل مهم في تاريخ فيات. ورغم أنها لم تحقق النجاح التجاري الكبير، إلا أنها بقيت شاهدًا على التحولات الكبرى في عالم صناعة السيارات في الثمانينيات.
كانت محاولة فيات لتقديم سيارة سيدان عائلية بنظام دفع خلفي جديرة بالاحترام، لكنها لم تكن قادرة على مواجهة منافساتها القوية مثل مرسيدس-بنز وبي إم دبليو.
الخلاصة
فيات أرجنتا تمثل محاولة فريدة من شركة إيطالية عريقة. وعلى الرغم من إخفاقها في السوق، إلا أنها قدمت لمحة عن قدرة فيات على المزج بين الكلاسيكية والابتكار. يمكن اعتبارها درسًا في كيفية التعامل مع تحديات السوق المتغيرة وأهمية التصميم العصري في نجاح السيارات.