تعتبر مؤلفات التاريخ دائماً مصدرًا مثيرًا للاهتمام، وفي هذا السياق، يقدم الكتاب الذي يحمل عنوان “نابليون وهتلر”، للكاتب ديزموند سيوارد، رؤية استثنائية حول التشابه المحتمل بين اثنين من أسوأ الحكام العسكريين في تاريخ البشرية. يتناول الكتاب بعمق وتأنيب القدرة على التشابه بين نابليون بونابرت وأدولف هتلر، وهما من الديكتاتوريين العسكريين الذين سببوا الكثير من الدمار والفوضى في عصورهما الزمنية.
واحدة من نقاط القوة الرئيسية في هذا الكتاب تكمن في الربط بين عقيدة كارل فون كلاوزفيتس في كتابه “عن الحرب”، والتي استفاد منها هتلر بشكل كبير، والمعارك التاريخية التي خاضها نابليون بونابرت. يتناول الكتاب بعناية فائقة تلك الروابط والتأثيرات، مسلطًا الضوء على كيفية قراءة هتلر لأعمال نابليون وكيف أثرت تلك القراءة في استراتيجيته العسكرية.
رغم قلة الملاحظات في الكتاب، إلا أنه يتميز بالعمق والتحليل الفاحص للسياق التاريخي والعلاقات العسكرية بين الزعماء الاثنين. يتنقل القارئ خلال صفحاته بين لحظات تاريخية حاسمة، مدعومًا بالأفكار المتقدمة والمعرفة الوافرة التي يقدمها الكتاب.
في سياق فئة الكتب، يندرج هذا الإصدار تحت تصنيف التاريخ، وتحديدًا التاريخ الأوروبي الغربي. يستعرض الكتاب الأحداث الرئيسية التي شكلت مسار التاريخ في قارة أوروبا الغربية خلال الفترة التي حكم فيها نابليون وهتلر، مما يجعله قراءة أساسية لفهم تلك الحقبة الزمنية الهامة.
صدر الكتاب عن دار النشر فيكينج في شهر مايو من العام 1989، وما يزال له تأثيره حتى يومنا هذا كوثيقة تاريخية هامة. بفضل الجهد البحثي الوافر والتقنيات التحليلية المستخدمة، يتيح للقارئ فهم عميق للتشابهات بين نابليون وهتلر، وكيف أن عقيدة كلاوزفيتس كانت تلك الوصلة المشتركة التي ربطت بينهما على صعيد الاستراتيجية العسكرية.