في كتابه الموسوم بـ “التكييف القانوني للنظام السياسي في العراق”، يقدم الكاتب علي الشكراوي روحًا نقدية وتحليلية عميقة للتحولات الكبيرة التي شهدها العراق بعد احتلاله من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2003. يتتبع الشكراوي في كتابه هذا الرحلة الطويلة لإقامة نظام سياسي جديد ووضع دستور للبلاد، مسلطًا الضوء على التطورات القانونية التي أحدثت تغييرات جذرية في البنية السياسية والدستورية للدولة.
من خلال تحليله لقانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية لعام 2004 ودستور جمهورية العراق لعام 2005، يبرز الشكراوي كيف أن هذا النظام الجديد لم يقتصر على تغيير شكل الحكومة فقط، بل أثر أيضًا على هيكل الدولة ذاتها، حيث انتقلت من دولة موحدة إلى دولة اتحادية. كما يسلط الضوء على الأسلوب الديمقراطي النيابي الذي أصبح يسهم في إسناد السلطة وتوجيه حكم الدولة.
لا يقتصر التأثير القانوني على البنية الحكومية فحسب، بل يمتد إلى تشكيل الدولة نفسها، حيث يستعرض الكاتب التغييرات الجوهرية في الوحدات المكونة للدولة العراقية بعد اعتماد النظام الاتحادي، والتي جعلتها تتكون من عاصمة وأقاليم ومحافظات لامركزية وإدارات محلية. يتناول الشكراوي أيضًا إقرار الدستور بإقليم كردستان وتحديد صلاحياته كإقليم اتحادي، مع التركيز على الأطُر التشريعية والقانونية التي وفرها الدستور لتأسيس الأقاليم الاتحادية الجديدة.
وفي محاولة لفهم التنظيم والهياكل السلطوية في العراق الجديد، يعرض الكاتب الشكراوي تفصيلًا دقيقًا لهياكل سلطة الدولة الاتحادية، حيث يُكرس جزء من كتابه لشرح مكونات الهيئة التشريعية والتنفيذية والقضائية، مع التركيز على أدوار كل جهة وتفصيل الآليات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
يأخذ الكتاب القارئ في رحلة شاملة وشيقة عبر الساحة السياسية والقانونية في العراق بعد التغييرات الهائلة، حيث يقدم الشكراوي تحليلاً مفصلًا وعميقًا يضيء على التحولات الكبيرة في النظام السياسي والدستوري، ويسلط الضوء على التأثير البارز للتغييرات على هياكل الدولة وسلطة الحكم.