في كتاب “مفاخرة الجواري والغلمان” للكاتب الجاحظ، يتناول الكتاب قضايا مهمة ومثيرة للجدل تتعلق بالمجتمعات القديمة. يسلط الضوء على ظاهرة الشذوذ التي انتشرت في بعض هذه المجتمعات، ويقدم نظرة فاحصة على الأشخاص الذين تورطوا في ممارسة اللواط، والذين عرفوا بهم قوم النبي لوط (عليهم السلام).
تتناول الرسالة التي كتبها الجاحظ هذا الموضوع الحساس بشكل دقيق، مستعرضًا وجهات النظر المختلفة حيال هذه القضية الشائكة. وتبرز الرسالة وجهة نظر الدين في موقفه من قضيتي اللواط والسحاق، حيث يعتبر الشذوذ في هاتين الحالتين مخالفاً للقيم والأخلاق الدينية، ويشير إلى عقوبات شديدة تنتظر الفاعلين.
يضيف الجاحظ عمقًا لرسالته من خلال إدراج عدد من الأحاديث والأخبار التي تعكس الموقف الديني تجاه هذا النوع من السلوكيات. يقوم بتوضيح موقف الدين وتأثيره في تشكيل رأي المجتمع تجاه هذه الظاهرة.
الكتاب، الذي يمتد على 72 صفحة وتم نشره في عام 2007 من قبل مؤسسة الانتشار العربي، يأتي ضمن فئة الأسرة والطفل، وتحديدًا في فرع شؤون المرأة. يتناول بشكل شامل ومفصل قضية شائكة تطرح تساؤلات حول قيم المجتمع ومدى تأثير الدين في تنظيم السلوك الاجتماعي.
بفضل أسلوب الجاحظ السلس والمحتوى العميق، يُعتبر هذا الكتاب مصدرًا قيمًا للباحثين والقراء الراغبين في فهم أبعاد هذه القضية الحساسة في سياق المجتمعات القديمة. يعكس الكتاب تحليلاً متكاملاً للتفاصيل والتأثيرات الثقافية والدينية على تطور هذه الظاهرة في تلك الحقبة الزمنية.