في كتاب “المسألة الدينية ومسارات التحول السياسية والاجتماعية في الدول المغاربية”، الذي يعود تأليفه إلى مجموعة من المؤلفين، يُقدم تحليلاً عميقًا للتفاعلات المعقدة بين الدين والسياسة في الساحة المغربية. يتناول الكتاب بشكل شامل وشديد الدقة الجوانب المتشابكة لهذه القضية الحيوية، التي شكلت مصدر جدل وتحدي طويل الأمد في هذه الدول الواقعة في شمال أفريقيا.
تُسلط صفحات الكتاب، التي تمتد على مدى 424 صفحة، الضوء على التشابك بين العوامل الدينية والتحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة على مر العقود. يعكس الكتاب تنوعًا ملحوظًا في وجهات النظر والتحليلات، حيث يظهر تباين الآراء والمفاهيم المتعلقة بالمسألة الدينية، ما يبرز التعقيدات الفريدة التي تميز هذا السياق.
تقدم المؤلفون في هذا السياق البحثي نقاشًا عميقًا حول التحولات السياسية التي شهدتها هذه الدول، وكيف تأثرت هذه التحولات بالعوامل الدينية. يتنقل الكتاب بمهارة بين مختلف الفترات التاريخية، متناولًا فترات الاستعمار وما تلاها من تحولات، وصولاً إلى الفترة الحديثة، ليوفر فهمًا شاملاً لملامح التطور السياسي والاجتماعي في هذه الدول.
يتميز الكتاب بأسلوبه الأدبي الرصين والواضح، حيث يتجنب المؤلفون الوقوع في الصياغات النمطية، مما يجعله قراءة ممتعة ومثرية. يُلقي الكتاب الضوء أيضًا على الدور الذي لعبه الدين في تشكيل هويات هذه الدول، مع التركيز على التفاعلات بين الدين والهوية الوطنية.
صادر عن مركز نماء للبحوث والدراسات في عام 2017، يضيف الكتاب إلى الأدب السياسي بشكل عام، ويُعد مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بالشؤون الدينية والسياسية في المغرب والدول المجاورة. يتسم بالغلاف الورقي، مما يضفي عليه طابعًا تقليديًا وجاذبية تاريخية.