تقف هذه الدراسة الرائدة بعنوان “النظرية السياسية الإسلامية في حقوق الإنسان الشرعية” كمحطِّ أنظار القارئ المهتم بالتفكير السياسي والثقافي، حيث تقدم نقدًا موسّعًا وعميقًا للإطار القائم لحقوق الإنسان في النظام السياسي الإسلامي. يتحدَّى مؤلفو الكتاب، محمد مفتي وسامي الوكيل، برؤى مستفيضة وبأسلوب مقارن، تفاصيل تلك النظرية السياسية الإسلامية ويضعونها في مواجهة فكرة الحقوق في السياق الغربي.
تتألق هذه الدراسة بأسلوبها الأدبي الرائع الذي ينقل القارئ إلى عالم من التفكير العميق والتحليل المفصل. تستند الدراسة إلى تحقيق منهجي دقيق يتيح فهمًا شاملاً لمفاهيم حقوق الإنسان في السياق الإسلامي، حيث تُسلِّط الضوء على نقاط التشابه والاختلاف بين الرؤية الإسلامية والفلسفة الغربية للحقوق الإنسانية.
بلغة واضحة ومفهومة، يكشف الكتاب عن أبعاد الاشتراك والافتراق بين الرؤية الشرعية لحقوق الإنسان والرؤية الوضعية الغربية. يعرض المؤلفون أفقًا متعدد الأوجه لموضوع حقوق الإنسان، مما يتيح للقارئ فهمًا أعمق للسياق الثقافي والديني الذي يطبع هذه الحقوق في النظام السياسي الإسلامي.
تأخذ الدراسة القارئ في رحلة مثيرة عبر 183 صفحة من الأفق الفكري، مع محوريتها حول التفاعل بين الإسلام والحقوق الإنسانية. يُظهر الكتاب تميزًا فائقًا في التحليل، وينقل فهمًا عميقًا للتوترات والتناقضات التي قد تنشأ عند التفاعل بين الفلسفة الإسلامية والتفكير الحديث في حقوق الإنسان.
صدرت هذه الدراسة القيِّمة في عام 2015 عن مركز تكوين للدراسات والأبحاث، وقد تمتاز بغلافها الورقي الذي يعكس رونق العمق الفكري الذي تحمله صفحاتها. تُصنَّف هذه الدراسة ضمن فئة الكتب السياسية، وتحديدًا في مجال الدين والسياسة، مما يمنحها مكانة مميزة بين المؤلفات التي تستكشف علوم السياسة والتفكير الإنساني.