في كتابها الرائع “الإعلام البيئي”، قدمت الكاتبة سناء الجبور تحليلاً عميقاً لتأثيرات الثورة الصناعية الهائلة والعشوائية التي شهدها العالم في القرن العشرين على البيئة وعلى الإنسان. استكشفت الجبور كيف أدت هذه الثورة إلى خلق انقلاب بيئي هائل، محدثة انقلاباً في التوازن الدقيق الذي كان يربط بين مكونات البيئة، سواء كانت الماء أو الهواء أو التربة.
متأثرة بالتقدم التكنولوجي السريع والتطورات الصناعية، نتج عن هذا الخلل الكبير ظواهر بيئية جديدة لم يكن الإنسان على دراية بها في السابق. ومن بين هذه الظواهر الجديدة يبرز مفهوم المطر الحمضي، الذي أصبح يشكل تحدياً كبيراً للبيئة وللصحة البشرية. كما قدمت الجبور تحليلاً شاملاً لظاهرة البيت الزجاجي، وكيف أن تأثيراتها تتسبب في تغيرات جذرية في مناخ الأرض.
علاوة على ذلك، استعرضت الكاتبة في كتابها آثار التلوث البيئي على الماء والهواء والتربة، مسلطة الضوء على التحديات البيئية العالمية التي تواجهها البشرية. ومن خلال رؤيتها الفريدة، قدمت الجبور تحليلاً عميقاً حول كيف يمكن لوسائل الإعلام تسليط الضوء على هذه القضايا وتحفيز التغيير الإيجابي.
تتميز صفحات الكتاب البالغ عددها 224 صفحة بالثراء والتعمق، حيث قامت الكاتبة بدمج البحث العلمي والمعلومات الوافرة بأسلوب يجمع بين الجاذبية والوضوح. تأتي هذه الأفكار في سياق فهم شامل لمجال الإعلام البيئي، وتفتح أمام القارئ أبواباً جديدة لاستكشاف تأثيرات الإنسان على البيئة والطرق التي يمكن من خلالها التصدي لهذه التحديات.
صدر الكتاب في عام 2011 عن دار أسامة للنشر والتوزيع، وقد اختير الغلاف الكرتوني بعناية ليعكس أهمية المحتوى وجاذبيته. يندرج الكتاب تحت فئة الصحافة والإعلام، حيث يقدم نظرة شاملة وعميقة في هذا المجال.
باختصار، يعتبر “الإعلام البيئي” لسناء الجبور مرجعاً مهماً يقدم رؤية شاملة وفريدة حول تأثيرات الإنسان على البيئة، ويدعو إلى التفكير العميق في كيفية تحقيق توازن بين التقدم الصناعي والحفاظ على صحة واستدامة كوكب الأرض.