في كتابه الرائع “معضلة العولمة”، يقدم الكاتب داني رودريك للقارئ رحلة مثيرة وعميقة داخل أركان العولمة، مفتحًا أبواب النقاش حول مفهومها وتأثيراتها المعاكسة على الاقتصاد العالمي. يمتد تأثير هذا الكتاب على مدار قرن من الزمان، حيث يستعرض رودريك النقاط الحاسمة التي تميزت بتسليط الأضواء عليها من قبل الاقتصاديين والمفكرين.
تبدأ الرحلة بفحص المؤسسات المالية العالمية وكيف تمثل هذه المؤسسات قاعدة العولمة المالية، مع تسليط الضوء على التحديات والمخاطر المحتملة. يتعمق رودريك في تحليل تأثير العولمة على أسواق العمل، حيث يلقي الضوء على التوترات والتحولات الهيكلية التي يمكن أن تطرأ على هذه الأسواق نتيجة للتفاعل مع هذه الظاهرة العالمية.
ومن ثم، يتسلل الكاتب إلى عالم التجارة الحرة، حيث يستعرض الفوائد والتحديات المرتبطة بها. يتناول رودريك القضايا الأخلاقية والاقتصادية المرتبطة بالتجارة الحرة، مع التركيز على مدى تحقيقها للنفع المأمول والتحولات اللافتة التي قد تحدث في سياق العولمة.
ومع ظهور علامات تحذيرية، يقوم الكاتب برصد التطورات الأخيرة والتحولات التي قد تشير إلى أن الاقتصاد العالمي والتجارة الحرة قد تخضع لقوى لا يمكن التنبؤ بها بسهولة. يتساءل رودريك بشكل حاد: أين هي موازين النفع والضرر في ساحة العولمة؟ وكيف يمكن التفكير بشكل أكثر استدامة في هذا السياق؟
يمتد كتاب “معضلة العولمة” على 352 صفحة، وقد صدر عن دار الأمة للطباعة والنشر والتوزيع، مما يبرز التزام الناشر بنشر المحتوى الفكري المميز والهادف. يأتي الكتاب بغلاف عادي، ويندرج تحت فئة الاقتصاد والأعمال، حيث يشكل مصدرًا غنيًا بالمعلومات لكل من الباحثين والقراء الراغبين في فهم تعقيدات وتحولات الاقتصاد العالمي في زمننا الحالي.