“ماذا بعد إخفاق الرأسمالية والشيوعيّة” هو عمل مثير ومفكر للكاتب حيدر غيبة، الذي استطاع من خلال صفحاته الـ 392 أن يقدم رؤية عميقة وفحصًا دقيقًا للمرحلة التاريخية التي نعيشها بعد انهيار أنظمتي الرأسمالية والشيوعية. يأخذنا الكتاب في رحلة فكرية متنوعة، حيث يقوم بتحليل أسباب الفشل لكل من هذين النظامين السياسيين والاقتصاديين اللذين شهدتهما القرن العشرين.
المؤلف، حيدر غيبة، يتناول بأسلوبه الرائع والمتقن التحولات الكبيرة التي شهدتها العالم بعد الحروب العالمية، وكيف تأثرت الأفكار الرأسمالية والشيوعية بتلك التحولات. يقدم لنا تحليلاً شاملاً للتطورات الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى إخفاق هاتين الأنظمتين، مستعرضًا الأخطاء التي ارتكبت والتحديات التي واجهتها.
على الرغم من عمق المواضيع التي يتناولها الكتاب، إلا أنه يتميز بأسلوب سلس ومفهوم، مما يجعله ملهمًا للقارئ العادي والمهتم بالشؤون الاقتصادية. يُظهر الكتاب أن غيبة ليس فقط كاتبًا بل هو أيضًا فيلسوف يعمق في فهم الظواهر الاجتماعية والاقتصادية.
تقدم المؤسسة الحديثة للكتاب هذا العمل بشكل مميز، حيث يأتي الكتاب بغلاف كرتوني يعكس اهتماماً بالتفاصيل وجودة التقديم. تعتبر المؤسسة من الناشرين المبدعين الذين يسهمون في نشر الفكر والثقافة.
باختصار، “ماذا بعد إخفاق الرأسمالية والشيوعيّة” لحيدر غيبة يعتبر إضافة قيمة إلى مجال الأدب الاقتصادي، حيث يناقش قضايا حيوية تشغل بال الكثيرين في عصرنا الحالي، ويتيح للقارئ فهمًا أعمق للتحولات التاريخية والتحديات التي نواجهها في الوقت الحالي.