في سائر روعة الحقبة التي مرّت بمنطقة الشرق الأوسط، تنبعث روح المياه اللبنانية وتنطلق تأريخًا ينقلنا عبر الزمن إلى عام 1997، حينما قام الكاتب زياد الحجار بتركيب متاهة السياسة في تلك الأراضي الحبيبة. “المياه اللبنانية والسلام في الشرق الأوسط”، عمل ضخم يتألف من 398 صفحة من الفكر المتنوع والتحليل العميق.
صدرت هذه السفرة الفكرية تحت إشراف دار العلم للملايين في عام 1997، مسجلةً بصفحاتها لحظات التأريخ وقرارات السياسة، متخذةً من غلافها الورقي حاضنًا للأفكار الرصينة والرؤى الحية. الكتاب يندرج تحت فئة الكتب السياسية، وتحديدًا تحت فرع السياسة العربية المعاصرة، حيث يكشف عن تفاصيل لم يسبق التطرق إليها بشكل مكثف.
تتنوع المحتويات بين السياق التاريخي والتحليل السياسي الدقيق، حيث يقدم الحجار للقارئ مفاتيح الفهم العميقة لعلاقة المياه في لبنان بالأوضاع السياسية المتشعبة. يعتبر هذا الكتاب مرجعًا حيويًا للباحثين والمهتمين بفهم جذور التحولات في الشرق الأوسط وتأثيرها على الواقع اللبناني.
يتخذ الكاتب من لغته وأسلوبه وسيلة لنقل الأفكار بطريقة تفاعلية، حيث ينسج المعلومات ببراعة داخل أطراف الجمل الطويلة، مما يجعل القارئ يتأمل في عقلانية الأحداث ويعيش التفاصيل كأنها تجربة حية.
باختصار، يقف الكتاب كشاهد على تراث لبنان السياسي المعقد، ويعكس بأسلوبه الفريد جهود الكاتب في فهم وتحليل العلاقة بين المياه والسلام في إطار الشرق الأوسط. إنه عمل لا يقتصر على نقل الحقائق، بل يتعدى ذلك ليكون لوحة فنية تعكس تفاصيل الحقبة وتحمل رسالة إلى الأجيال القادمة لفهم التحولات التي شهدتها هذه البقعة الخصبة.