“المشروع الصهيوني وبدايات الوعي العربي لمخاطره 1897-1917″، هو عمل أدبي نوعي يتألق في سماء الكتب السياسية، يرصد الكاتبة سهيلا الشلبي في صفحاته الـ286 بأسلوبٍ سلس وشيق، بدايات الوعي العربي تجاه التحدي الصهيوني في الفترة الممتدة بين عامي 1897 و1917. يتناول الكتاب بعمق وتفصيل متناهي كيف نشأ هذا الوعي، وما هي الدلائل والمؤشرات التي أشارت إلى الخطر الصهيوني المحدق بالمنطقة.
تأخذنا الشلبي في رحلة عبر الزمن لنعايش معاناة الشعوب العربية في مواجهة هذا الخطر الجديد، حيث تركز على تسليط الضوء على الأحداث والتطورات التي حدثت خلال تلك الفترة الزمنية المهمة. يظهر الكتاب بوضوح كيف أثر هذا الوعي على مسار التاريخ العربي وكيف تشكلت الآراء والمواقف تجاه هذا التحدي الكبير.
تتميز الشلبي بقدرتها على استقراء الوقائع وتحليلها بعمق، حيث تقدم للقارئ رؤية فاحصة وشاملة لمختلف الجوانب المتعلقة بمقاومة العرب وتصديهم للتحدي الصهيوني. يبرز الكتاب أهمية هذا الفصل في تاريخ المنطقة وكيف أثر على تشكيل الهوية والوعي العربي في ذلك الوقت الحرج.
يسعى الكتاب إلى الكشف عن مدى استعداد العرب وقوتهم في مواجهة هذا الخطر، ملامح الصراع والمقاومة تتجلى بوضوح في سرد الشلبي، مما يجعل القارئ يعيش الأحداث وكأنه شاهد عيان على تلك الفترة المحورية.
تتوسع الكاتبة في استعراض مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية التي رافقت هذا الصراع التاريخي، مما يمنح القارئ فهماً أعمق للتحولات التي شهدتها المنطقة. كما يسلط الضوء على دور العرب في تشكيل مستقبلهم ومدى تأثير هذه التجارب على السياسة العربية.
تتميز صفحات الكتاب بالتفاصيل الدقيقة والوثائق الموثقة التي تثري المحتوى وتضيف له مصداقية وجاذبية. يبرز غلافه الورقي الجذاب جماليات العمل، مما يجعله قطعة فنية تستحق التقدير.
يصدر الكتاب عن مركز دراسات الوحدة العربية، وهو إضافة قيمة للمكتبة العربية السياسية. يندرج الكتاب تحت فئة الكتب السياسية، وتحديداً في فرع السياسة العربية، حيث يسهم بشكل كبير في إغناء هذا المجال برؤى جديدة ومعلومات تاريخية ثرية.