في كتاب “الجنرالات آخر من يعلم” الذي كتبه الكاتب سعد البزاز، يتم استعراض وتحليل الأحداث المأساوية التي ألمت بالعراق، وتتناول الرواية بعمق الصورة الكارثية التي رسمتها هذه الفترة الصعبة في تاريخ البلاد. يقف الكتاب على مفصل هام في التاريخ العراقي، يفصل بين ما كان يجب أن يحدث وما حدث فعلًا، وكيف لم تتبع القيادة المعنية بالقرارات الصائبة التي كان ينبغي اتخاذها لتفادي الكوارث.
تنقل الكاتب في صفحاته عبر 301 صفحة، التي تعتبر رحلة عبر الأحداث الرئيسية التي شكلت مأساة العراق. يتساءل البزاز، بأسلوبه السلس والمتقن، عن الجزء المقتطع في السياق الزمني لتلك الفترة، ويفحص الأسباب التي أدت إلى تدهور الأوضاع وتفاقم الأزمات.
في هذا السياق، يتناول الكتاب العديد من الأسئلة الحيوية، مثل: لماذا لم تتخذ القيادة العراقية الإجراءات اللازمة لتفادي الكوارث؟ وهل كان من الممكن تجنب الدخول في النزاع مع الكويت والتفادي منازعات مع العالم الدولي؟ وما هي الاعتبارات التي اعتمدت عليها القيادة العراقية في اتخاذ قراراتها؟
تستند الرواية إلى أسلوب سردي يأسر القارئ ويجذب انتباهه، حيث يتميز الكاتب بقدرته على رسم صورة حية وواقعية للأحداث. يتأمل البزاز في تداول الأفكار والقرارات السياسية، مسلطًا الضوء على الجوانب التاريخية والسياسية في السياق العربي المعاصر.
تتنوع الأفكار والتحليلات في الكتاب، مما يجعله وجهة نظر متميزة وفريدة في دراسته للأحداث السياسية، ويقدم قراءته الشاملة للمحنة التي عاشها العراق. يُضاف إلى ذلك، يعتبر الكتاب مرجعًا قيمًا في فهم السياسة العربية المعاصرة.
صدر الكتاب في عام 1996 عن دار الأهلية للنشر والتوزيع، ويتميز بغلاف ورقي يعكس جوهر الموضوع الذي يتناوله. يتألق الكتاب ضمن فئة الكتب السياسية، حيث يركز بشكل خاص على السياسة العربية المعاصرة.