عندما نستعرض صفحات كتاب “إشكاليات الدستور والبرلمان”، الذي ألفه الكاتب علي السلمي ونشرهت في عام 2016 بواسطة “سما للنشر والتوزيع” في مصر، نجد أنه يمثل محطة هامة في مسار تطور الشأن السياسي في مصر. يبدأ الكتاب بتحليل عميق للموافقة المصرية على دستور ثورة 30 يونيو، حيث يعتبر هذا القرار علامة بارزة تشكل فارقًا في تاريخ نضال الشعب المصري نحو تحقيق أهدافه من حيث الحرية، الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
يبرز الكاتب أهمية القرار الديمقراطي الذي اتخذه الشعب المصري بالموافقة على الدستور كخطوة أولى نحو بناء مستقبل يعكس تطلعات الجماهير. ومع أنه كان ينبغي أن يكون الإعلان عن موافقة الأغلبية الساحقة في يناير 2014 إشارة بداية لفترة جديدة يتحمل فيها المواطن المسؤولية نحو العمل العرضي، إلا أن الكتاب يقدم تحليلاً دقيقاً للمراحل التي أعقبت هذا الإعلان والتحديات التي واجهها المجتمع المصري في سبيل ترسيخ قيم الديمقراطية.
تتناول صفحات الكتاب الكثير من الإشكاليات التي طرأت على المشهد السياسي والبرلماني في مصر خلال الفترة المذكورة. يقوم الكاتب بتقديم رؤية شاملة لتلك التحديات، ويقدم تحليلًا نقديًا مستندًا إلى بحوثه ومراجعه الواسعة. يتجلى تفرد الكتاب في قدرته على تقديم رؤية متكاملة وشاملة للمشهد السياسي المصري، وكذلك في استعراضه للتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للتحولات السياسية.
تكمن قيمة الكتاب أيضًا في استناده إلى معلومات موثقة ومصادر متنوعة، مما يجعله مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بالشأن السياسي والدستوري في مصر. تتجلى المهنية والدقة في الكتابة عبر تقديم 608 صفحة من التحليل العميق والنقدي، ويتيح للقارئ فهم أفضل للسياق السياسي والتحولات التي شهدتها مصر في تلك الفترة الزمنية.
في الختام، يمكن القول إن “إشكاليات الدستور والبرلمان” للكاتب علي السلمي يشكل إضافة قيمة للمكتبة السياسية، حيث يتيح للقارئ فرصة استكشاف تفاصيل معقدة لفترة حاسمة في تاريخ مصر بأسلوب يمزج بين البحث الأكاديمي والسرد الشيق.