في كتابه الممتع والمثير “عملية التحول الديمقراطي في ساحل العاج منذ عام 1990″، يقدم الكاتب سيلا علاسان رحلة تحليلية عميقة تستعرض تطور النظام السياسي في ساحل العاج منذ حقبة الستينيات حتى عام 1990. يتناول الكتاب بأسلوب متسلسل وشيق التحولات الرئيسية التي شهدتها البلاد، خاصة فيما يتعلق بالانتقال من نظام التعددية الحزبية بعد الاستقلال إلى نظام الحزب الواحد، والتحديات والتطورات التي رافقت هذا الانتقال.
يسلط علاسان الضوء على فترة حكم الرئيس فيليكس هوفو، حيث كان له دور كبير في توجيه مسار البلاد نحو بناء الدولة الوطنية وتحقيق التنمية الاقتصادية. يتناول الكاتب بعمق وتأنيب كيفية تنظيم الحكومة وتوجيه السياسات لتحقيق التوازن بين تحقيق الاستقرار السياسي وتعزيز الاقتصاد الوطني.
تأخذنا صفحات الكتاب الـ366 في رحلة مليئة بالتفاصيل والحقائق التاريخية، حيث يتنقل القارئ بين الأحداث الرئيسية والشخصيات الرئيسية التي أثرت في الساحة السياسية. يُظهر الكاتب مهاراته البارعة في فحص الأحداث من زوايا متعددة، مما يمنح القارئ فهمًا شاملاً لتعقيدات التحول السياسي في تلك الفترة.
يتميز الكتاب بأنه منشور عام 2017 عن طريق المكتب العربي للمعارف، ويحمل غلافًا ورقيًا جذابًا يُضفي على القراءة جوًا من الأهمية والتأمل. يُصنف الكتاب ضمن فئة الكتب السياسية، وتحديدًا في فئة السياسة الدولية، مما يجعله مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بالشؤون السياسية والتاريخية لساحل العاج.
باختصار، يمثل كتاب سيلا علاسان إسهامًا قيمًا وفريدًا في فهم تحولات ساحل العاج السياسية، ويعكس بأسلوبه السلس والمحبب عمق البحث والتحليل الذي أجراه الكاتب في هذا السياق المهم.