في كتاب “داعش والغبراء” الذي ألفه الكاتب سلطان القاسمي، يتناول المؤلف ببراعة وعمق قضية حساسة تتعلق بالتطرف والتنظيمات الإرهابية، وتحديداً التأثير الذي يمكن أن يكون لها على المجتمعات والفرد. يتألق الكتاب في أسلوب سلس وغني بالتفاصيل، حيث يعرض الكاتب رؤيته الفريدة والمعمقة حول هذا الظاهرة المعقدة.
مع محتواه الذي يتألف من عشرين صفحة، يقدم الكتاب تحليلاً شاملاً للخلفيات التاريخية والسياسية التي قادت إلى ظهور تنظيمات مثل “داعش”، مشيراً إلى التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تسهم في نشوء تيارات متطرفة. وعلى الرغم من قلة عدد الصفحات، يتميز الكتاب بالعمق والتفصيل، حيث يستعرض الكاتب الأحداث التي سبقت ظهور هذا التنظيم الإرهابي وكيف تشكلت فكرته ومبادئه.
تسلط صفحات الكتاب الضوء على الأبعاد الاجتماعية لهذه الظاهرة، ملامساً الآثار السلبية على الفرد والمجتمع، وكذلك يتناول المؤلف الجهود الدولية والمحلية في محاربة الإرهاب ومكافحته. كما يلقي الضوء على المسؤوليات الفنية والثقافية في التصدي للأفكار المتطرفة من خلال فحص دور الفنون، وبخاصة المسرح، في تشكيل الوعي الجماعي والقضاء على التطرف.
“داعش والغبراء” يستند إلى أبحاث موثقة ومراجع موثوقة، ويعتبر إسهامًا قيمًا للقراء الذين يسعون إلى فهم أعماق الظواهر الاجتماعية والسياسية التي تشكل تحدياً للعالم المعاصر. يتجلى في أسلوب الكتاب القوة الفكرية للمؤلف، حيث يرسم صورة شاملة لهذه الظاهرة المعقدة، مما يجعله قراءة ضرورية للمهتمين بالشؤون السياسية والاجتماعية، وبشكل خاص للذين يسعون للتفاهم الأعمق حول التحديات التي تواجه المجتمعات اليوم.