في كتابه المميز بعنوان “الصراعات الإقليمية والدولية في لبنان”، يقوم المؤلف خليل حسين برحلة تحليلية عميقة تستعرض وتحلل الأحداث التاريخية والتطورات السياسية التي شهدها لبنان على مر العقود. يعتبر الكتاب تحفة أكاديمية علمية تهدف إلى إلقاء الضوء على نظرية الحياد في لبنان، مقدماً رؤية نافذة ونقدية لتلك النظرية.
في رحلته المثيرة عبر صفحات الكتاب، يقوم حسين بتقديم رؤيته الخاصة لمفهوم الحياد في لبنان، مشيراً إلى أن نجاح تطبيق هذا النظام يتوقف على ثلاث شروط أساسية. أولاً، يجب أن يتوافق اللبنانيون بشكل كامل على هذا النظام، مما يتطلب تحقيق إجماع وطني شامل.
ثانياً، يسلط الضوء على ضرورة أن يكون اللبنانيون قادرين على حماية حيادهم بأنفسهم، مما يفرض تحقيق قدرة فعّالة على الدفاع عن سيادتهم واستقلالهم في وجه التحديات الداخلية والخارجية. هذا الشرط يتطلب تحقيق توازن أمني واستراتيجي يحقق استقرار الوضع اللبناني.
ثالثاً، يركز المؤلف على أهمية موافقة المجتمع الدولي على تطبيق نظام الحياد في لبنان. يعتبر هذا الجانب أمراً حيوياً لأنه يبرز أهمية تضافر الجهود الدولية في دعم استقرار لبنان وضمان استمرارية تطبيق نظام الحياد.
تنقل الصفحات ببراعة بين الأحداث التاريخية والتحليل السياسي، مع إبراز أهم الأبعاد الإقليمية والدولية التي تأثرت بها لبنان على مر العصور. يتناول الكتاب بعمق الأوضاع السياسية في لبنان، مع التركيز على الجوانب الدولية التي شكلت تحديات للحفاظ على استقرار البلاد.
تعتبر دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر المؤسسة الرائدة التي أسهمت في إصدار هذا العمل البارز، والذي يأتي بغلاف ورقي يعكس جمالية المحتوى وأهمية الموضوع.
باختصار، يمثل كتاب “الصراعات الإقليمية والدولية في لبنان” لخليل حسين مرجعاً هاماً ينقل القارئ إلى عالم التحليل السياسي العميق، مشدداً على أهمية تحقيق الاستقرار في لبنان من خلال فهم الصراعات الإقليمية والدولية التي تؤثر على مستقبل هذا البلد الرائع.