في كتابه الذي يحمل عنوان “الدين والسياسة: تمييز لا فصل”، يقدم الدكتور سعد الدين العثماني نظرة عميقة وتحليلًا مفصلًا لتفاعل الدين والسياسة في الساحة العربية والإسلامية. يعكس الكتاب رؤية مستنيرة وتفهمًا عميقًا للتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في مجالي السياسة والدين، ويقدم نقاشًا شاملاً حول كيفية تحقيق توازن فعّال بين هاتين الجوانب المهمتين في حياة المسلمين.
يشير العثماني إلى أن الحديث عن الإصلاح في البلدان العربية والإسلامية أصبح موضوعًا ذا أهمية خاصة في وقتنا الحالي. يستعرض الكتاب الجوانب المنهجية والمعرفية المتعلقة بتحقيق إصلاح سياسي ينبع من قاعدة إسلامية قوية، مؤكدًا على أهمية التجاوب مع تحديات النهضة والإصلاح في العصر الحديث.
من خلال تجربة حزب العدالة والتنمية المغربي، يقوم العثماني بفحص العلاقة المعقدة بين السياسة والدين. يؤكد على أهمية التمييز بين التصرفات الدينية والتصرفات السياسية، ويدعو إلى فهم دقيق لفواصل “مصالح الدنيا” و”مصالح الآخرة”. يحث على التباعد عن النظر إلى مشكلة العلاقة بين السياسة والدين من خلال عدسة الثنائيات الحادة، ويدعو إلى التفكير بطريقة أكثر تعقيدًا وتنوعًا.
الكتاب يطرح إشكاليات معقدة وحساسة، حيث يرصد التأثير الديني السائد بين الفقهاء وكيف غلب العنصر السياسي في يد الأمراء. يتناول العثماني هذه التحديات بأسلوب تحليلي متقن، مما يضفي على القارئ فهمًا أعمق للتفاعل المعقد بين الدين والسياسة في سياق العالم الإسلامي.
بلغ عدد الصفحات في هذا الكتاب 168 صفحة، وقد تم نشره بواسطة المركز الثقافي العربي. يتناول الكتاب موضوعات في فئة الكتب السياسية، تحديدًا في مجال “الدين والسياسة”. الغلاف العادي يعكس بساطة وجاذبية الموضوع الذي يتناوله الكتاب، مما يجعله إضافة قيمة للقراء الباحثين عن تفاصيل عميقة وتحليل دقيق حول علاقة الدين والسياسة في العالم الإسلامي.