في كتابه الموسوم بعنوان “عقلنة الأسطورة”، يقدم الكاتب عبدالله الدعجاني مساهمة فريدة ومتميزة في استكشاف وتحليل الاختلال المنهجي الذي أدى إلى نشوء حالة من الطمأنينة العقدية في إطار الخرافة والأسطورة. تتسم هذه الورقة بالعمق والتأمل، حيث تسلط الضوء على جوانب غير مكتشفة من هذا الاختلال، مقدمة بذلك رؤية نقدية فاحصة للتفاعل الإنساني مع الأساطير والخرافات.
تتناول الورقة بجدية عالية عقيدة الغيبة الكبرى للطائفة الشيعية، محاولةً فهم عمق هذا المعتقد وتحليل التأثيرات التي يمكن أن تكون لها على الفهم الديني والتصوّر العقائدي. يبرز الدعجاني ببراعة فائقة كيف تمت محاولة البرهنة والتدليل لهذا المعتقد، مستعرضاً أدلة وحججًا تاريخية ودينية بشكل تفصيلي.
تتجلى قيمة هذا الكتاب في النظرة النقدية التي يطلقها الدعجاني على العقائد والأفكار الدينية، حيث يستند إلى منهج منطقي وفلسفي في تحليل مفاهيم الأسطورة والغيبة. يتنقل الكتاب ببراعة بين التاريخ واللاهوت، مما يضفي على قراءته طابعًا متنوعًا وشاملاً.
تستمد الورقة غناها من البحث الدقيق والتحليل العميق، حيث يستند الكاتب إلى مصادر موثوقة ونصوص دينية لفحص وفهم الظواهر الدينية بشكل أكثر دقة. يُظهر الدعجاني مهاراته في تقديم الأفكار بشكل منطقي وتنظيمها بشكل فعّال، مما يسهم في جعل القارئ ينغمس بعمق في المواضيع التي يناقشها.
تتيح الصفحات الـ144 للكتاب للقارئ فرصة وافرة لاستكشاف الجوانب المعقدة لهذا الموضوع، وتتيح للقارئ الفهم الشامل للمفاهيم التي تمس حياة الإنسان من خلال التاريخ والدين.
تأتي هذه الإصدارة من إصدارات دار الكتب العلمية، الذي يتميز بالاهتمام بالجودة والتنوع في المواضيع. يأتي الكتاب بغلاف فني يعكس اهتمام الناشر بتقديم منتج جذاب وفعّال من الناحية الجمالية.
باختصار، يعد “عقلنة الأسطورة” عملًا استثنائيًا يستحق القراءة للباحثين عن فهم عميق ونقدي للأفكار الدينية والثقافية. يقدم الدعجاني إسهامًا قيمًا في مجال دراسة الأديان والفلسفة، ويثير الكثير من التساؤلات التي تحفز التفكير والتأمل.