يتناول كتاب “شعراء إرهابيون” للكاتب أوس داوود يعقوب موضوعاً ذا أهمية بالغة في الزمان الحالي المتشابك بين التحولات السياسية والثقافية، حيث يسلط الضوء على ضرورة التمييز الدقيق بين مفهومي الإرهاب والمقاومة، والتفريق بين العمل الإجرامي المحكوم بالإرهاب وبين المقاومة المشروعة ضد الاحتلال والسيطرة الأجنبية. ومن خلال استناده إلى مجموعة واسعة من المصادر والقراءات، يقدم يعقوب تحليلاً موسعاً لمفهوم الإرهاب ومدى تطابقه مع الشريعة الإسلامية، حيث يُعرَّف الإرهاب بوصفه “إحداث الخوف والرعب لمن يُجوز تخويفه شرعاً، بما يكفل ردعه عن العدوان والظلم”، مشيراً إلى أن الإرهاب، عندما يكون مشروعاً ومبرراً شرعياً، يُمكن أن يكون قوة رادعة ضد الظلم والعدوان، وذلك بما يتماشى مع أحكام الشريعة والقانون الدولي.
ومن ثم، يستنتج الكاتب بأنه من الضروري أن يكون استخدام مصطلح “الإرهاب” من قبل شعراء العرب، مثل أبي القاسم الشابي ونزار قباني ومحمود درويش ومظفر النواب وأحمد مطر وتميم البرغوثي وغيرهم، بعيداً عن الاستعمالات الغربية المُحرَّفة والمُضللة للمصطلح. بل يجب استخدامه وفق مفهومه القرآني والشرعي، والذي يُراد به إخافة الأعداء والمعتدين عن القيام بأفعالهم الظالمة والمعادية للإنسانية. ومن هنا، يُبرز الكتاب أهمية فهم المعنى الحقيقي للإرهاب كما هو مرسوم في اللغة القرآنية وكما هو معترف به في الأصول الشرعية، مما يُسهم في رفع الغموض والتشويش الذي قد يطمس معاني الكلمة ويشوه فهمها الحقيقي.
تتميز هذه الدراسة بالتحليل العميق والشامل لمفهوم الإرهاب ومرتبطاته الفكرية والثقافية، وتوضح العلاقة بين الشريعة الإسلامية وتفسيرها لمفهوم الإرهاب وبين الاستخدامات الغربية المنحرفة لهذا المصطلح. وبالتالي، يعتبر كتاب “شعراء إرهابيون” مرجعاً هاماً لفهم أبعاد الصراع الثقافي والسياسي المعاصر، ولتبني مواقف أدبية وفكرية تعبر عن تضامن الكتاب والشعراء مع قضايا المقاومة والعدالة في مواجهة الظلم والاحتلال.