أمام المستثمرين الذين يتوخون المخاطرة بالمشاركة في عمليات البيع على المكشوف، ينبغي عليهم أن يكونوا على دراية دقيقة بالمخاطر الإضافية التي قد تنطوي عليها هذه الاستراتيجية المالية. إلى جانب المخاطر المالية المعتادة، التي تتمثل في فقدان الأموال نتيجة لارتفاع سعر السهم، كما تم شرحه في المقال السابق، يتعين على المستثمر أن يأخذ في اعتباره عددًا من الجوانب الإضافية.
أحد المخاطر الرئيسية هو استخدام رأس المال المقترض في عمليات البيع على المكشوف، حيث يعتبر هذا النوع من التداول كتداول بالهامش. من خلال فتح حساب هامش، يصبح بإمكان المستثمر اقتراض الأموال من شركة السمسرة واستخدام استثماراته كضمانة. ومع أن الدخول في مواقف شرائية بالهامش يمكن أن يكون نجاحًا، إلا أن التحكم في الخسائر يمكن أن يتحول إلى تحدي، حيث يجب على المستثمر الامتثال لمتطلبات الهامش الدنيا للصيانة، وإذا هبطت الأمور دون ذلك، قد يتعين عليه ضخ المزيد من الأموال أو تسييل مواقفه.
توقيت الصفقة يمكن أن يكون عاملاً حساسًا آخر، حيث حتى إذا كان هناك تقييم مبالغ فيه للشركة، قد يتأخر هبوط سعر السهم. يمكن أيضاً أن تكون هناك تكاليف إضافية بسبب الفوائد على الهامش ونداءات الهامش، وتحقيق الربح قد يكون صعبًا نظرًا للضغط المالي الناتج عن هذه التكاليف.
ظاهرة “مأزق البائعين على المكشوف” تعد تحذيرًا إضافيًا، حيث يتعرض المستثمرون الذين قاموا ببيع كميات كبيرة من الأسهم بالهامش لمخاطر زيادة الطلب على السهم، مما يؤدي إلى ارتفاع سعره. ونتيجة لذلك، يضطر البائعون على المكشوف إلى شراء الأسهم لتغطية مراكزهم، وهو ما يؤدي إلى دورة تغذية إيجابية يمكن أن تتسبب في خسائر كبيرة.
تكون المخاطر التنظيمية أمرًا آخر يجب أخذه في اعتبار الناشطين في سوق البيع على المكشوف، حيث قد تقوم الجهات التنظيمية بفرض حظر على هذا النوع من التداول لتفادي حالات الذعر والضغط البيعي غير المبرر، مما يؤدي إلى ارتفاع فجائي في أسعار الأسهم وتكبد البائعين على المكشوف لخسائر ضخمة.
مقاييس البيع على المكشوف تشير أيضًا إلى الحاجة لفحص نسبة الاهتمام بالبيع على المكشوف والأسهم المباعة على المكشوف الهائمة، حيث يمكن أن تعكس هذه المقاييس مدى توجه السوق نحو هذه الاستراتيجية وتوفر رؤية إضافية للمستثمر.
بصفة عامة، ينبغي على المستثمرين الذين يفكرون في الدخول في عمليات البيع على المكشوف أن يكونوا على دراية كاملة بالمخاطر المالية والعوامل الإضافية المترتبة على هذه الاستراتيجية، بما في ذلك التكاليف الباهظة والتغيرات التنظيمية المحتملة.
المزيد من المعلومات
إضافة إلى المخاطر المالية والتحديات التي يواجهها المستثمر في عمليات البيع على المكشوف، هناك جوانب أخرى يجب أن يأخذها المتداولون في اعتبارهم عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية:
تحركات السوق ضد الاتجاه العام:
تاريخيًا، تشير الإحصائيات إلى أن الأسواق الأسهم تتجه نحو الارتفاع بشكل عام. ومع ذلك، فإن استراتيجية البيع على المكشوف تمثل رهانًا ضد هذا الاتجاه العام. يمكن أن يكون تحقيق الربح تحت هذه الظروف أكثر تعقيدًا، حيث يجب على المستثمر النجاح في توقيت هبوط سعر السهم بدقة، وهو أمر يمكن أن يكون صعبًا للغاية.
تكاليف البيع على المكشوف:
علاوة على التكاليف العامة للتداول، تنطوي عمليات البيع على المكشوف على تكاليف إضافية. يشمل ذلك الفوائد على الهامش ورسوم اقتراض الأسهم، والتي قد تكون مكلفة جدًا وتؤثر سلبًا على العوائد المتوقعة. إضافة إلى ذلك، فإن التكاليف المحتملة لتوزيعات الأسهم والمدفوعات الأخرى يجب أن تؤخذ في اعتبار الفاعلين في سوق البيع على المكشوف.
التحليل الأساسي والتقني:
يتطلب نجاح البيع على المكشوف فهمًا دقيقًا للتحليل الأساسي والتقني. يجب على المستثمر دراسة مفصلة للشركة المستهدفة والعوامل الاقتصادية والصناعية التي قد تؤثر على أدائها. كما يجب أن يكون لديه فهم عميق للرسوم البيانية ونماذج التحليل الفني لتوقع حركات الأسعار.
الضغوط النفسية وإدارة المخاطر:
تعتبر عمليات البيع على المكشوف من الاستراتيجيات القوية، ولكن يجب على المستثمر أن يكون على استعداد لمواجهة الضغط النفسي الناتج عن تقلبات السوق وعدم التأكيد على نجاح الصفقة. يجب أن يتمتع بمهارات فعالة في إدارة المخاطر لتجنب خسائر كبيرة.
تأثير الأخبار والأحداث السياسية:
تكون الأسواق حساسة للأخبار والأحداث السياسية والاقتصادية. يجب على المستثمر أن يتابع عن كثب الأخبار المتعلقة بالشركات التي يخطط للقيام بعمليات بيع عليها بشكل مستمر لتجنب المفاجآت غير المرغوب فيها.
من المهم أن يكون المستثمر على دراية بكل هذه الجوانب ويقوم بالتحليل الشامل والتفكير الاستراتيجي قبل أن يقرر الدخول في عمليات البيع على المكشوف.