في كتابه الرائع بعنوان “السياسة الدولية بين النظرية والممارسة”، يقدم الكاتب زايد عبيد الله مصباح تحليلاً شاملاً وعميقاً لعالم السياسة الدولية، مستعرضاً العديد من الجوانب التي تشكل أساس هذا الحقل المعقد والمتطور.
تبدأ الرحلة الفكرية في هذا الكتاب بالتفكير في جوهر السياسة الدولية وكيفية تأثير حركة التنافس وعملية توزيع المكاسب أو القيم في المجتمع الدولي. يستعرض المؤلف ببراعة كيف أن مفهوم الدولة كفاعل رئيسي في هذا المجال قد تغير، حيث ظهرت فواعل أخرى سواء على مستوى أقل أو أعلى من دور الدولة. يبرز الكاتب بشكل خاص تأثير العولمة، التي جعلت العالم يتقارب كقرية صغيرة، مع تشابك وتداخل علاقات التفاعل بين وحدات المجتمع الدولي سياسياً واقتصادياً وثقافياً.
ما يميز هذا الكتاب هو اهتمامه بجعل موضوع السياسة الدولية متاحًا لفهمه للعديد من الفئات، حيث يشير الكاتب إلى أن هذا المجال لم يعد حكراً على النخبة وصناع القرار فقط، بل أصبح يمتد إلى مختلف الطبقات في المجتمع، بدءًا من الطلاب في الجامعات وصولاً إلى رجل السياسة وحتى رجل الشارع العادي.
الكتاب يقدم تصورًا شاملاً حيال السياسة الدولية، حيث يندرج تحت دائرتين أساسيتين: دائرة الوجه المثالي للعلاقات الدولية ودائرة الوجه الواقعي. يتناول الكتاب تفاصيل حركة التفاعل الدولي ويثير العديد من التساؤلات حول معادلة السياسة الدولية.
في إجماله، يمثل كتاب زايد عبيد الله مصباح إسهاماً قيماً في فهم تطورات السياسة الدولية، ويقدم للقارئ رؤية فاحصة ومحللة تتجاوز النظريات السائدة، مما يجعله مرجعاً هاماً في مكتبة عشاق الكتب السياسية.