“The Roosevelt Omnibus” هو عنوان كتاب حرره دون وارتون، وقد نُشر لأول مرة في يناير عام 1934 من قبل دار النشر الشهيرة ألفريد أ. كنوبف. هذا الكتاب يُعد تجميعاً شاملاً لخطابات ومقالات وأفكار الرئيس الأمريكي فرانكلين ديلانو روزفلت، الذي يُعتبر واحداً من أبرز الشخصيات السياسية في القرن العشرين.
من خلال تحريره لهذا الكتاب، سعى دون وارتون إلى تقديم لمحة متكاملة عن رؤية روزفلت وأفكاره الإصلاحية التي شكلت السياسة الأمريكية في فترة حكمه. تولى روزفلت رئاسة الولايات المتحدة في وقت عصيب، حيث كانت البلاد تعاني من آثار الكساد الكبير. تمكن روزفلت، من خلال سياسته الاقتصادية والاجتماعية الجريئة المعروفة بـ”الصفقة الجديدة”، من استعادة الثقة في الاقتصاد الأمريكي وتعزيز دور الحكومة في تحسين الحياة اليومية للمواطنين.
يتضمن “The Roosevelt Omnibus” مجموعة من الوثائق المهمة، بما في ذلك خطابات روزفلت الرئاسية، ومراسلاته الخاصة، ومقالات نُشرت في الصحف والمجلات، بالإضافة إلى تحليلات لسياساته وأثرها على الولايات المتحدة والعالم. هذا الكتاب ليس مجرد تجميع عشوائي، بل هو عبارة عن تنظيم دقيق لمواد تعكس فكر روزفلت وتوجهاته السياسية.
إحدى السمات البارزة في الكتاب هي التركيز على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي قادها روزفلت. فقد شملت “الصفقة الجديدة” مجموعة واسعة من البرامج والسياسات التي تهدف إلى إعادة بناء الاقتصاد الأمريكي وتحسين الأوضاع الاجتماعية. تضمنت هذه الإصلاحات إنشاء مؤسسات جديدة مثل إدارة الأشغال العامة (PWA) وهيئة وادي تينيسي (TVA)، وإطلاق برامج اجتماعية مثل الضمان الاجتماعي. من خلال هذه السياسات، سعى روزفلت إلى تحقيق التوازن بين الرأسمالية والديمقراطية الاجتماعية، معتقداً أن الحكومة يجب أن تلعب دوراً نشطاً في تحقيق العدالة الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، يعكس الكتاب رؤى روزفلت حول السياسة الخارجية. فقد كان روزفلت مؤمناً بأهمية دور الولايات المتحدة على الساحة العالمية، وسعى إلى تعزيز العلاقات الدولية والسلام من خلال إنشاء مؤسسات مثل الأمم المتحدة. كانت رؤيته تتضمن التعاون الدولي كوسيلة لتحقيق الاستقرار والأمن العالميين، وهو ما تجلى في مواقفه خلال الحرب العالمية الثانية.
تُظهر خطابات روزفلت في الكتاب براعته في التواصل السياسي. فقد كان خطيباً بارعاً يتمتع بقدرة على التأثير في الجماهير وإلهامهم. استخدم روزفلت وسيلة الإذاعة بشكل مبتكر من خلال خطاباته الشهيرة التي عرفت باسم “الأحاديث بجانب المدفأة”، حيث كان يخاطب الشعب الأمريكي مباشرة بلغة بسيطة ومفهومة، مما عزز شعبيته وأضفى طابعاً شخصياً على قيادته.
يجسد “The Roosevelt Omnibus” بشكل كبير شخصية روزفلت المتعددة الأوجه: القائد الإصلاحي، الخطيب المفوه، والسياسي ذو الرؤية البعيدة المدى. ومن خلال تجميع وتحليل هذه المواد، يقدم الكتاب فرصة فريدة لفهم العمق الفكري والتاريخي لرجل غير مجرى التاريخ الأمريكي.
أثر “The Roosevelt Omnibus” يمتد إلى ما وراء فترة نشره في الثلاثينيات من القرن الماضي. فقد أصبح مرجعاً أساسياً للباحثين والمؤرخين والطلاب الذين يرغبون في دراسة حقبة روزفلت وفهم تأثيراته على السياسة الأمريكية والعالمية. كما يقدم الكتاب دروساً هامة حول القيادة والسياسة يمكن تطبيقها في سياقات مختلفة اليوم.
في الختام، يعد “The Roosevelt Omnibus” أحد الأعمال الأدبية والتاريخية البارزة التي تخلد إرث فرانكلين ديلانو روزفلت. من خلال تحرير دون وارتون الدقيق والمبني على رؤية واضحة، يقدم الكتاب نافذة شاملة على عقل وروح أحد أعظم الرؤساء الأمريكيين. سواء كنت باحثاً في التاريخ السياسي أو مهتماً بفهم التحولات الاجتماعية والاقتصادية في القرن العشرين، فإن هذا الكتاب يشكل مصدراً قيماً لا غنى عنه.